
أطلقت المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “التآزر”، مساء الجمعة 11 يوليو 2025، الانطلاقة الرسمية لبرنامجها الوطني الطموح “تعمير – مدن التآزر”، وذلك من ملعب المرحوم محمد الأمين ولد أحمد في مقاطعة الرياض بولاية نواكشوط الجنوبية.
وحضر الحفل المندوب العام للتآزر، السيد الشيخ ولد بده، إلى جانب عدد من المسؤولين الإداريين والأمنيين، وممثلين عن المجتمع المدني والعلماء والشباب، بالإضافة إلى العديد من التعاونيات النسوية وسكان الأحياء المستفيدة.
برنامج متعدد الأبعاد يخدم الإنسان والمكان
تضمن الحفل تقديم عروض حول تدخلات البرنامج التي بدأت في مقاطعة توجونين، والتي شملت دعم التعليم عبر توزيع الأدوات المدرسية وتوفير النقل المدرسي للأطفال المنحدرين من الأسر الهشة، وتحسين خدمات النظافة والبيئة، إلى جانب تنفيذ أنشطة للترقية الاجتماعية ومحاربة الإقصاء.
وأوضح المندوب العام في كلمته أن البرنامج يأتي ترجمة فعلية لالتزامات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الرامية إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وتمكين الفئات الهشة من الاندماج في عجلة التنمية الوطنية.
وأضاف ولد بده أن “تعمير” لا يقتصر على إقامة البنى التحتية وتحسين الخدمات فحسب، بل يسعى إلى “تغيير العقليات، وترسيخ روح المواطنة، وتعزيز الانتماء للوطن”، مبرزًا أن مقاربة التآزر تعتمد على إشراك المواطن في كل مرحلة من مراحل التخطيط والتنفيذ.
جلسات فكرية ومشاركة مواطنية
الحفل لم يقتصر على الجانب الرسمي، بل تخللته جلسات فكرية ونقاشات مفتوحة تناولت قضايا حيوية، من بينها الوحدة الوطنية، ومحاربة المخدرات، وتطوير التعليم، والعمل التطوعي، وشارك فيها أساتذة وباحثون ومتخصصون في مجالاتهم.
كما أُتيحت الفرصة للمواطنين لطرح تساؤلاتهم وتقديم اقتراحاتهم بشأن أولوياتهم واحتياجاتهم، وهو ما وصفه المندوب العام بأنه “ركيزة أساسية في نجاح المشروع”، مؤكدًا أن المندوبية تعتمد الشفافية والإنصاف في كل تدخلاتها.
نقلة نوعية في العمل الاجتماعي الحكومي
برنامج “تعمير – مدن التآزر” يمثل تحولًا نوعيًا في مقاربة الدولة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الأكثر هشاشة، حيث يجمع بين التمكين الاقتصادي، والتنمية العمرانية، والتأهيل الثقافي والاجتماعي.
وتطمح المندوبية من خلال هذا البرنامج إلى إرساء نموذج جديد للتدخل التنموي، قائم على الشراكة الفعالة بين الحكومة والمجتمع، في أفق تعميمه على باقي ولايات الوطن، وصولًا إلى مدن موريتانية أكثر عدلاً وتضامنًا واندماجًا.