
تصنيف جديد يضع البلاد ضمن فئة الدول ذات السلام “المتوسط” وسط استمرار التوترات الإقليمية
نواكشوط – يوليو 2025
أصدر “معهد الاقتصاد والسلام” (IEP) تقريره السنوي حول مؤشر السلام العالمي لعام 2025، حيث جاءت موريتانيا في المرتبة 110 عالميًا من أصل 163 دولة شملها التقرير، واحتلت المرتبة 12 عربيًا، ما يضعها ضمن فئة الدول ذات مستوى السلام المتوسط.
ويهدف المؤشر، الذي يُعد مرجعًا عالميًا في تتبع مستويات السلام والاستقرار حول العالم، إلى تقييم الدول وفقًا لعدة معايير رئيسية، أبرزها: مستوى العنف الداخلي والخارجي، معدلات الجريمة، درجة الاستقرار السياسي، العلاقات الخارجية، إضافة إلى حجم الإنفاق العسكري.
تحسّن نسبي في الأداء الأمني
ويعكس هذا الترتيب تحسنًا نسبيًا في الأداء الأمني لموريتانيا مقارنة ببعض جيرانها الإقليميين الذين سجلوا مراتب أدنى في التصنيف، حيث لا تزال البلاد تنعم بقدر من الاستقرار الأمني والسياسي، على الرغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها.
وبحسب التقرير، فقد صنّف المؤشر الدول إلى أربع فئات رئيسية:
- سلام مرتفع جدًا
- سلام مرتفع
- سلام متوسط
- سلام منخفض ومنخفض جدًا
وقد جاءت موريتانيا ضمن الفئة الثالثة، أي “السلام المتوسط”، ما يشير إلى أن البلاد ليست في دائرة النزاعات المفتوحة أو الأزمات الحادة، لكنها لا تزال تواجه بعض الضغوط والتحديات التي تحول دون انتقالها إلى فئة الدول ذات السلام المرتفع.
منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ذيل الترتيب
ورغم التقدم النسبي لبعض الدول مثل موريتانيا، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا تزال تصنَّف كأقل مناطق العالم سلمًا، حيث ضمّت أربعة من أصل عشر دول صُنّفت كالأقل سلمًا على مستوى العالم، أبرزها:
- اليمن
- السودان
- العراق
- سوريا
أما عالميًا، فقد حافظت دول مثل آيسلندا، ونيوزيلندا، وأيرلندا على صدارة التصنيف بوصفها من أكثر الدول سلمًا، فيما جاءت روسيا وأوكرانيا والسودان في ذيل القائمة، نتيجة للنزاعات المسلحة والانهيار الأمني المستمر.
قراءة في ترتيب موريتانيا
يرى خبراء أن ترتيب موريتانيا في هذا المؤشر يعكس مزيجًا من الاستقرار السياسي النسبي وتراجع مظاهر العنف المجتمعي، لكنه في الوقت نفسه يسلط الضوء على بعض مكامن الضعف، مثل:
- محدودية القدرات الأمنية واللوجستية
- الحاجة إلى تعزيز الثقة بين السلطات والمواطنين
- تحديات متعلقة بالبطالة، الهجرة، وتغير المناخ في المناطق الحدودية
دعوات لتعزيز السلام والتنمية
وفي هذا السياق، دعا مراقبون ومحللون محليون إلى الاستثمار أكثر في مجالات الحكم الرشيد، الأمن البشري، والتعليم، من أجل دعم السلام المستدام وتحسين ترتيب موريتانيا في المؤشرات الدولية مستقبلاً.