
واشنطن – نيويورك تايمز | ريم تايمز
كشفت صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الأربعاء، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترى في الدول المشاركة في القمة الأفريقية المصغرة “فرصاً واعدة” لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة، في وقت تسعى فيه واشنطن لمواجهة تنامي النفوذ الصيني بالقارة.
وجمعت القمة، التي انعقدت في البيت الأبيض، قادة خمس دول أفريقية هي: موريتانيا، السنغال، الغابون، غينيا بيساو، وليبيريا، وذلك ضمن جهود أميركية لإعادة صياغة العلاقة مع القارة الأفريقية على أسس تجارية واستثمارية، بالتوازي مع تقليص ملحوظ للمساعدات الإنسانية.
ووفقًا للتقرير، فإن البيت الأبيض يسعى إلى توسيع الوصول الأميركي إلى المعادن الاستراتيجية في أفريقيا، من خلال اتفاقيات تجارية جديدة، في ظل مخاوف متزايدة من التفوق الصيني في مشاريع البنية التحتية بالقارة.
وفيما تتراجع برامج المساعدات، أبرزها USAID، أشارت الصحيفة إلى أن ليبيريا من أكثر الدول تضرراً، حيث تشكل المساعدات الأميركية نحو 2.6% من ناتجها القومي الإجمالي، وهي النسبة الأعلى عالميًا.
قيود محتملة على السفر
وذكرت الصحيفة، نقلًا عن برقية دبلوماسية، أن إدارة ترامب تدرس توسيع قائمة حظر السفر لتشمل أربعًا من الدول الخمس المشاركة، مع استثناء غينيا بيساو فقط.
وتأتي القمة بعد أسابيع من توقيع اتفاق سلام رعته واشنطن بين رواندا والكونغو الديمقراطية، والذي يتضمن بُعدًا اقتصاديًا يسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى موارد شرق الكونغو.
صفقات واستراتيجية اقتصادية
وقال السفير الأميركي تروي فيترل إن الإدارة ساعدت في عقد أكثر من 70 صفقة تجارية بأفريقيا تشمل قطاعات البنية التحتية والطاقة النظيفة والتكنولوجيا، مؤكدًا أن “الدبلوماسية التجارية” باتت محورًا أساسيًا في السياسة الخارجية الأميركية.
لكن رغم هذه الجهود، ما تزال الصين تتقدم في سباق النفوذ، إذ تجاوزت قيمة الصفقات الموقعة بين الغابون وبكين 4.3 مليار دولار، فيما شيدت الصين الطريق السريع الوحيد في غينيا بيساو، بحسب معهد بروكينغز.
انتقادات حول الدول المختارة
أثار غياب قوى اقتصادية أفريقية كبرى عن القمة، مثل نيجيريا وساحل العاج، تساؤلات في أوساط السياسة الخارجية، حيث لا تُعد الدول الخمس من الشركاء التجاريين الأهم لواشنطن، ولا من كبار متلقّي مساعداتها.
من جانبها، قالت وزيرة خارجية ليبيريا، سارة نياني، إن بلادها لم تُبلّغ مسبقًا بأجندة اللقاء، لكنها عبّرت عن تفاؤلها بشأن فرص الاستثمار، مشيرة إلى توقيع اتفاق بقيمة 1.8 مليار دولار مع شركة أميركية لإنشاء خط سكك حديدية، واصفة القمة بأنها “فرصة كبيرة”.