
أنهت القوات المسلحة الفرنسية، اليوم الخميس، وجودها العسكري في السنغال، في حفل رسمي أقيم في العاصمة داكار، جرى خلاله تسليم آخر القواعد العسكرية الفرنسية، وعلى رأسها “معسكر جييل”، إلى السلطات السنغالية، في خطوة وصفتها وسائل إعلام فرنسية بـ”اللحظة التاريخية” التي تطوي صفحة دامت لعقود من التمركز العسكري الفرنسي في البلاد.
وقالت صحيفة لوباريزيان الفرنسية إن مراسم التسليم الرسمية تضع حداً للوجود الدائم للجيش الفرنسي على التراب السنغالي، وتأتي ضمن إطار أوسع لانسحاب فرنسا من غرب ووسط إفريقيا، في ظل تراجع نفوذها العسكري في المنطقة، خاصة عقب سلسلة الانقلابات العسكرية التي شهدتها عدة دول في منطقة الساحل.
وكانت السنغال قد أبلغت السلطات الفرنسية بضرورة إغلاق قواعدها العسكرية بحلول نهاية العام الجاري، ما عجّل بإتمام ترتيبات الانسحاب التدريجي الذي بدأ فعلياً منذ مارس الماضي.
وشمل الانسحاب الفرنسي خلال السنوات الأخيرة دولاً مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد والغابون، في وقت تشهد فيه العلاقات الفرنسية-الإفريقية تحولًا ملحوظًا، يعكس تغيرًا في المواقف الشعبية والرسمية من التواجد العسكري الفرنسي في القارة.
ويشكل إنهاء التمركز العسكري الفرنسي في السنغال –التي كانت تُعد إحدى أبرز الحلفاء التقليديين لباريس في إفريقيا الغربية– محطة فارقة في العلاقات الثنائية، ويؤشر إلى مرحلة جديدة من السيادة الوطنية المتزايدة في السياسات الدفاعية لعدد من الدول الإفريقية.