
في وقت يزداد فيه الاهتمام بالتغيرات المناخية، برز الدكتور عمر كوناتي كاسم لامع وموثوق في عالم التوقعات الجوية، حيث يكرّس صفحته على موقع فيسبوك لنشر تحليلات دقيقة حول الأمطار، والأعاصير، وحالة الطقس بشكل عام. وقد تحولت صفحته إلى مصدر يعتمد عليه الموريتانيون في كل ربوع البلاد، من المدن الكبرى إلى أبعد القرى والمناطق النائية.
ما يميز عمل الدكتور كوناتي أنه جهد علمي فردي ومجاني، يقوم به بإخلاص وتفانٍ، دون أي دعم رسمي أو مؤسسة إعلامية، ورغم ذلك، فإن دقته وتحديثاته المتواصلة جعلته مرجعًا لا يُستغنى عنه، خاصة خلال موسم الأمطار الذي تتطلع فيه عيون المواطنين إلى السماء، وتحتاج فيه حياتهم اليومية إلى معلومات آنية حول توقعات الطقس.
ورغم حملات التشكيك من بعض “المحبطين وأعداء النجاح”، لم يثنه ذلك عن مواصلة رسالته، بل زاده إصرارًا على تقديم خدمة يعتبرها واجبًا أخلاقيًا وعلميًا تجاه مجتمعه، مستمرًا في نشر التوقعات الجوية بانتظام وبأسلوب مبسط يستوعبه الجميع.
وقد أثار هذا الجهد إعجاب وتقدير الكثير من المواطنين، الذين يرون فيه نموذجًا للعطاء الهادئ والعمل الجبّار المتميز والفريد من نوعه، بل وذهب البعض إلى وصفه بـ”الصوت العلمي الأول في البلاد في مجال المناخ”، في ظل غياب إعلام رسمي متخصص يوصل هذه المعلومات بالاحترافية والمصداقية نفسها.
ووسط هذا الإجماع الشعبي، تتعالى الأصوات مطالبة بتكريم هذا الجهد التطوعي الوطني، ودعمه رسميًا بما يستحق، حتى يتمكن من توسيع عمله وتعزيزه بأدوات أكثر دقة وتقنية، تعود بالنفع على الجميع.