يحتفل العالم اليوم، 22 يوليو، باليوم العالمي للدماغ، وهي مناسبة تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية هذا العضو المعقد الذي يتحكم في معظم وظائف الجسم الحيوية. فالدماغ مسؤول عن الفكر والذاكرة والعاطفة والحركة، بالإضافة إلى التنفس ودرجة الحرارة والجوع وغيرها من العمليات التي تنظم حياتنا اليومية.
ويزن دماغ الإنسان البالغ نحو 1.36 كيلوغرام، ويتكوّن بنسبة 60٪ من الدهون، بينما تتوزع النسبة المتبقية بين الماء والبروتين والكربوهيدرات والأملاح. ورغم قوته ووظائفه الحيوية، فإن الدماغ لا يُعد عضلة، بل يتألف من شبكة معقدة من الأوعية الدموية والأعصاب، بما في ذلك الخلايا العصبية والخلايا الدبقية.
ويميز العلماء بين منطقتين أساسيتين في الدماغ هما المادة الرمادية والمادة البيضاء. وتشير المادة الرمادية إلى الطبقة الخارجية ذات اللون الداكن، بينما توجد المادة البيضاء في الجزء الداخلي الفاتح. وتتركب المادة الرمادية أساسًا من أجسام الخلايا العصبية، في حين تتكون المادة البيضاء من المحاور العصبية الطويلة المغلفة بطبقة المايلين التي تساعد في نقل الإشارات بسرعة وكفاءة. ويُلاحظ أن هذا التوزيع ينعكس داخل الحبل الشوكي، حيث تكون المادة البيضاء في الخارج والمادة الرمادية في الداخل.
ويعتمد الدماغ في أداء وظائفه على إرسال واستقبال إشارات كهربائية وكيميائية عبر الجسم، حيث تفسر هذه الإشارات لتتحكم في مشاعرنا وحركاتنا واستجاباتنا المختلفة. بعض هذه الإشارات يُبقيها الدماغ داخله لمعالجة المعلومات، بينما تُرسل إشارات أخرى عبر النخاع الشوكي ومن خلال شبكة الأعصاب إلى مختلف أنحاء الجسم. ويتولى هذا الدور الحيوي أكثر من 100 مليار خلية عصبية تعمل في تواصل مستمر ودقيق.
وتدعو الأوساط الطبية بمناسبة اليوم العالمي للدماغ إلى رفع الوعي بأهمية الحفاظ على صحة الدماغ من خلال أسلوب حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، النوم الجيد، ممارسة الرياضة، تحفيز النشاط الذهني، وتجنب المواد الضارة مثل التدخين والكحول. كما يُشدد الأطباء على ضرورة الكشف المبكر عن أي أعراض غير طبيعية قد ترتبط بأمراض الدماغ، مؤكدين أن الوقاية تبدأ بالمعرفة.