
أشرف وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، السيد الحسين ولد مدو، الليلة البارحة بساحة ملعب لعيون، على افتتاح النسخة الرابعة من مهرجان لعيون لتنمية الثقافة والتراث، وسط حضور رسمي وشعبي واسع، ضم منتخبين وفاعلين ثقافيين واجتماعيين، إضافة إلى جماهير غفيرة قدمت من مختلف جهات الوطن.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد الوزير أن المهرجان ليس مجرد تظاهرة ثقافية عابرة، بل يشكل ــ حسب تعبيره ــ “نافذة على الماضي العريق ورافعة للتنمية”. وأضاف أن هذه النسخة تجسد نجاح التجربة وتجسد الوعي المتنامي بأهمية الثقافة في مسار التنمية، انسجاماً مع رؤية فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، التي تضع الثقافة في صميم البرامج التنموية، بما يعزز الهوية الوطنية ويصون الموروث الحضاري.
كما كشف ولد مدو عن قرب الشروع في إقامة متحف جهوي بمدينة لعيون بالتعاون مع جهة الحوض الغربي، مشيداً بجهود القائمين على المهرجان ومؤكداً حرص قطاعه على دعم مثل هذه المبادرات التي تكرس حضور الثقافة في الحياة العامة.
ويأتي هذا الافتتاح بعد النجاح الباهر للنسخة الثالثة من المهرجان، التي أثبتت أنها من أهم المهرجانات الوطنية وأكثرها حضوراً وغنىً وتنوعاً بالموروث الثقافي. لقد كان النجاح في تلك النسخة بطعمه الخاص، لا يعرفه سوى المجتهدون المخلصون، ولا يليق إلا بأصحاب الذوق الرفيع الذين يدركون قيمة الثقافة ودورها في بناء المجتمعات.
ويعد مهرجان لعيون بالفعل إضافة نوعية لا غنى عنها لتاريخ وتراث مدينة لعيون الزاخر وولاية الحوض الغربي، إذ أصبح واحداً من أكبر المهرجانات في تاريخ الولاية الحديث. وقد توافدت إليه الجماهير والوافدون من مختلف الأطياف والأعراق والجهات، وكان شغلهم الشاغل الحضور وعدم تفويت هذه الفرصة التي يُنتظر أن تحقق ــ بإذن الله ــ نجاحاً منقطع النظير زماناً ومكاناً.
وفي هذا السياق، عبّر رئيس المهرجان، السيد المختار ولد اقويزي، وبمباركة عن دعم المهرجان وشباب مدينة لعيون وولاية الحوض الغربي للسياحة الوطنية ولتوجهات فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، من أجل استمرار الإنجازات الكبرى وازدهار البلاد.
وقد جددت فعاليات النسخة الثالثة التأكيد على أن رئيس المهرجان المختار ولد اقويزي هو رجل المواقف النبيلة، الذي استطاع، رغم الصعوبات والتحديات الكبيرة، أن يقود هذا المشروع الثقافي إلى مصافّ التظاهرات الوطنية البارزة، ويكرّس صورة المهرجان كحدث راسخ وفضاء جامع للهوية والإبداع.
كما أن الوالد الفريق المتقاعد مسقارو ولد اقويزي، الرجل القوي الأمين، بسمعته الطيبة ومحبته الراسخة في قلوب الموريتانيين، يظل سنداً معنوياً ورمزاً من رموز العطاء الوطني، إذ بارك هذه المبادرة الثقافية ووقف خلفها دعماً وتشجيعاً، الأمر الذي أضفى عليها قوة واعتباراً ومصداقية أكبر في أعين الجميع.
إن هذا المهرجان أصبح علامة مضيئة في مسار الثقافة الوطنية، ومنصة جامعة لكل الموريتانيين بمختلف مشاربهم، يعكس طموح مدينة لعيون وولاية الحوض الغربي في أن تكون دائماً في قلب المشهد الثقافي، ومركز إشعاع يحفظ الذاكرة ويصنع المستقبل.