احتضنت نواكشوط، اليوم، أعمال ملتقى وطني نظمته السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، خصص لمناقشة مشروع مدونة أخلاقيات المهنة الموجهة لمحترفي الاتصال، في إطار مسار إصلاحي واسع تسعى من خلاله الهابا إلى ترسيخ المهنية وضبط الممارسات الإعلامية بما ينسجم مع التطورات السريعة التي يعرفها القطاع.
وجاء تنظيم هذا اللقاء بعد جهود امتدت لأكثر من أربع سنوات، شهدت إعداد وصياغة ومراجعة مشروع المدونة بإشراك عدد كبير من الخبراء، والفاعلين في المجال الصحفي، وأساتذة الإعلام والاتصال، بهدف الوصول إلى وثيقة مرجعية تكون أساسًا لضبط السلوك المهني وترقية الممارسات داخل المؤسسات الإعلامية العمومية والخصوصية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية محمد عبد الله لحبيب أن هذا المشروع يأتي تلبية لإرادة المشرّع الوطني في وضع إطار أخلاقي واضح ينظم المهنة ويحمي الصحفي، ويضمن للمواطن حقه في الحصول على معلومة دقيقة ومسؤولة. وأضاف أن المدونة خضعت لسلسلة من النقاشات المستفيضة، قبل عرضها اليوم على الفاعلين قصد إغنائها بملاحظاتهم تمهيدًا لاعتمادها بشكل نهائي.
وحضر افتتاح الملتقى كل من رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، والأمين العام لوزارة الثقافة والاتصال والعلاقات مع البرلمان، إضافة إلى مسؤولين من الهابا وممثلين عن منظمات وروابط صحفية، ما يعكس أهمية المشروع وارتباطه المباشر بمستقبل الحقل الإعلامي في البلاد.
وينتظر أن يشكل هذا النقاش مرحلة حاسمة في مسار تحديث وانضباط المشهد الإعلامي، خصوصًا في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، وتزايد التحديات المرتبطة بتدفق المعلومات وضرورات حماية حقوق الأفراد ومصداقية المؤسسات الإعلامية.