في مشهد أعاد التأكيد على العلاقة المباشرة بين الوعي المجتمعي وجودة الحياة السياسية، وجّه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني خلال لقائه بسكان مقاطعة جكني خطابًا واضحًا حول مخاطر الانزلاق الإعلامي وسوء استغلال المنصات الرقمية.
فبرغم ما تمنحه وسائل التواصل الاجتماعي من فرص واسعة لنشر الوعي ومحاصرة مظاهر الفساد، إلا أنها — كما قال الرئيس — أصبحت في كثير من الأحيان ساحة لنشر الشائعات والاتهامات العشوائية التي لا تستند إلى أي دليل، وهو ما يخلق تشويشًا كبيرًا ويضرب ثقة المواطنين في المؤسسات.
وأشار فخامته إلى أن مواجهة هذه الظاهرة لا تبدأ من الدولة وحدها، بل من النخب التي تملك تأثيرًا مباشرًا على الرأي العام:
المثقفون، الصحفيون، المدونون، رواد المنصات، وكل الفاعلين القادرين على صناعة الكلمة وتوجيه الجمهور. هؤلاء — كما قال الرئيس — يمتلكون طاقة جبارة إذا استُثمرت بشكل إيجابي، يمكن أن تتحول إلى قوة ضاغطة لترسيخ ثقافة النزاهة ورفض الفساد في المجتمع.
كما شدد رئيس الجمهورية على أن محاربة الفساد ليست مجالًا للمزايدات أو التصفيات أو الخطابات الشعبوية، مؤكداً أن المعركة الحقيقية تُدار في إطار القانون ومن داخل المؤسسات، لأنها وحدها الضامن لتحقيق العدالة، وحماية سمعة الأبرياء، ومحاسبة المذنبين وفق قواعد واضحة لا تقبل التلاعب.
وختم الغزواني رسالته بالتأكيد على أن مكافحة الفساد مشروع دولة ومجتمع، وأن نجاحه مرهون بوعي المواطنين، وحكمة النخب، واستقامة المؤسسات… فالإصلاح — كما قال — ليس شعارًا، بل مسارًا يتطلب مسؤولية مشتركة وإرادة صادقة.