اشتعل المشهد السياسي في السنغال مجددًا عقب تصريحات مثيرة أطلقها رئيس الوزراء عثمان سونكو، اتهم فيها نظام الرئيس السابق ماكي صال بارتكاب ما وصفه بـ”خيانة عظمى” في حق الشعب السنغالي، على خلفية ما قال إنه تلاعب بالأرقام الحقيقية للدين العام خلال فترة حكمه.
وخلال مهرجان شعبي حاشد نظمه حزب باستيف مساء السبت في داكار، قال سونكو إن النظام السابق “لم يكن شفافًا مع السنغاليين، وأخفى الحجم الفعلي للدين العام الذي بلغ مستويات غير طبيعية”، مؤكّدًا أن الدين تجاوز 130% من الناتج الداخلي الخام، وهو ما سيُثقل كاهل الأجيال القادمة.
وأضاف رئيس الوزراء أن “محكمة الحسابات وصندوق النقد الدولي أكدا صحة هذه الأرقام”، داعيًا إلى محاسبة كل من يكذبها أو يسعى لتضليل الرأي العام.
وفي لهجة تصعيدية، هاجم سونكو حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي كان يقوده ماكي صال، قائلاً: “هذا الحزب فقد شرعيته ويجب أن يُحل لأنه حزب مجرم”، محمّلاً إياه مسؤولية ما اعتبره “تدهورًا ماليًا خطيرًا ترك البلاد في وضع صعب”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه السنغال نقاشًا حادًا حول الإرث الاقتصادي للنظام السابق، وسط وعود من الحكومة الجديدة بإرساء سياسات مالية أكثر شفافية وعدالة لاستعادة ثقة المواطنين والمؤسسات الدولية.