
يُحيي العالم اليوم، التاسع من أكتوبر، اليوم العالمي للبصر تحت شعار يدعو إلى التأمل في نعمة الرؤية وأهمية الحفاظ عليها في عصرٍ باتت فيه العيون تواجه ضغوطاً غير مسبوقة بسبب الاستخدام المفرط للشاشات الرقمية.
فبينما تهدف المناسبة إلى رفع الوعي العالمي بأمراض العيون وسبل الوقاية من ضعف البصر، تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 2.2 مليار شخص حول العالم يعانون من مشكلات في الرؤية، وأن نحو مليار منهم كان يمكن تفادي ضعف بصرهم لو تم التشخيص أو العلاج في الوقت المناسب.
وفي زمنٍ أصبحت فيه الشاشات رفيقاً دائماً في العمل والدراسة والترفيه، تحوّل “إجهاد العين الرقمي” أو “متلازمة الرؤية الحاسوبية” إلى أحد أبرز التحديات الصحية المعاصرة، إذ يمضي ملايين الأشخاص حول العالم ساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية، مما أدى إلى زيادة مقلقة في حالات الجفاف وتشوش الرؤية والصداع وآلام الرقبة.
ويحذر الأطباء من أن قلة الرمش أثناء استخدام الشاشات، والتعرض للضوء الأزرق، وسوء وضعية الجلوس، عوامل تسهم في تفاقم المشكلة، بينما لم تعد الفئات العمرية الصغيرة بمنأى عن الخطر، إذ أصبح الأطفال والمراهقون بدورهم يعانون من أعراض ضعف البصر الناتج عن الاستخدام المفرط للأجهزة.
لكن الخبر السار، وفق خبراء الصحة، هو أن الوقاية ممكنة بتعديلات بسيطة في نمط الحياة، أبرزها تطبيق قاعدة 20-20-20 (النظر إلى جسم يبعد 20 قدماً لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة)، إلى جانب الترطيب المنتظم، وضبط الإضاءة، والابتعاد عن الشاشة بمسافة كافية. كما تبقى فحوصات العين الدورية عاملاً أساسياً للكشف المبكر عن أي تدهور في الرؤية وتجنب مضاعفاته.
وفي هذا اليوم، تتجدد الدعوة إلى تبني عادات رقمية أكثر صحة، وإدراك أن الحفاظ على البصر لا يقل أهمية عن أي جانب من جوانب العناية بالصحة في عالمٍ يزداد فيه وهج الشاشات بقدر ما تزداد الحاجة إلى الرؤية السليمة.