
أشرف وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، الحسين ولد مدو، صباح اليوم الثلاثاء بمقاطعة تفرغ زينة، على وضع الحجر الأساس لمقر جمعية ترقية اللغة البولارية في موريتانيا، في خطوة وصفها الحاضرون بالتاريخية نحو تعزيز مكانة اللغات الوطنية وتثمين التنوع الثقافي في البلاد.
وأكد الوزير في كلمته أن المشروع يمثل إضافة نوعية في مجال صون الهوية الوطنية، حيث يأتي انسجامًا مع العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني للذاتية الثقافية الموريتانية. كما شدد على أن دعم الجمعيات اللغوية يدخل ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية عبر ترقية كل المكونات الثقافية، مذكرًا بجهود القطاع في تصنيف مواقع تاريخية ضمن التراث العالمي.
وقد حضر الحفل والي نواكشوط الغربية وعدد من كبار المسؤولين والمهتمين بالشأن الثقافي، إضافة إلى قيادات المجتمع المدني.
من جانبه، ثمن رئيس جمعية ترقية اللغة البولارية هذه الخطوة، واعتبرها اعترافًا مؤسسيًا بمسيرة الجمعية الممتدة منذ سنة 1974، مؤكدًا أن المقر الجديد سيمكن من تطوير أنشطة الجمعية في مجالات البحث، والنشر، وتدريس اللغة البولارية للأجيال الجديدة.
وتعتبر اللغة البولارية إحدى أهم اللغات الوطنية في موريتانيا، حيث يتحدث بها شريحة واسعة من المواطنين، وهي جزء من التراث الثقافي اللامادي الذي تسعى الدولة إلى حمايته وتطويره. وقد لعبت الجمعية منذ تأسيسها دورًا بارزًا في نشر هذه اللغة والحفاظ عليها، من خلال تنظيم الندوات والدورات التكوينية وإصدار مطبوعات علمية وأدبية.
ويُنتظر أن يشكل المقر الجديد فضاءً جامعًا للنشاطات الثقافية والتعليمية الموجهة للناطقين بالبولارية وللمهتمين بها، بما يسهم في تعزيز التنوع الثقافي والتعايش المشترك بين مختلف المكونات الوطنية.