انطلقت صباح اليوم في العاصمة نواكشوط، فعاليات النسخة السابعة من مؤتمر ومعرض “موريتانيد 2025” للطاقة والمعادن، بحضور رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وعدد من كبار المسؤولين والخبراء والمستثمرين، إضافة إلى ممثلين عن كبريات الشركات الوطنية والدولية الفاعلة في مجالي الطاقة والتعدين.
ويهدف المؤتمر، الذي تتواصل أعماله على مدى ثلاثة أيام، إلى التعريف بالإمكانات الهائلة التي تزخر بها موريتانيا في مجالات الطاقة والمعادن، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، إضافة إلى تعزيز المحتوى المحلي وتطوير سلاسل التوريد الوطنية، بما يسهم في خلق قيمة مضافة داخل الاقتصاد الوطني. كما يُعتبر المعرض المصاحب للفعالية المنصة الأبرز في شمال غرب إفريقيا لقطاعات التعدين والطاقة، إذ يجمع بين العارضين والمستثمرين والخبراء في فضاء واحد لتبادل الخبرات والاطلاع على المشاريع الحالية والمستقبلية.
برنامج المؤتمر يتضمن سلسلة من الجلسات العلمية والنقاشية، من بينها الطاولة المستديرة التي حملت عنوان: “موريتانيا رائدة في مجال الاستثمار في الطاقة والتعدين والطاقات المتجددة في إفريقيا”، إضافة إلى جلسات تخصصية تناولت التحول الطاقوي، الهيدروجين الأخضر، التنمية المستدامة، التمويل، الابتكار التكنولوجي، ودور المعادن الاستراتيجية في بناء الاقتصاد الأخضر العالمي.
ويمثل حضور الوفود الأجنبية رفيعة المستوى، إلى جانب المشاركة الواسعة للشركات الوطنية، دليلًا على الثقة المتزايدة التي تحظى بها موريتانيا كوجهة استثمارية صاعدة، خاصة في ظل موقعها الجيو-استراتيجي المطل على المحيط الأطلسي، ووفرة مواردها الطبيعية من الحديد، والذهب، والنحاس، والغاز، إلى جانب إمكاناتها الواعدة في مجالات الطاقات المتجددة.
منذ إطلاق أول نسخة من هذا المؤتمر عام 2010، سعى “موريتانيد” إلى أن يكون منصة للترويج للفرص الاستثمارية في البلاد، حيث ساهمت دوراته السابقة في جذب شركات عالمية كبرى، وفتح نقاشات استراتيجية حول مستقبل الطاقة والتعدين في المنطقة. كما أتاح للمستثمرين الاطلاع عن قرب على المؤهلات الجيولوجية والطاقوية لموريتانيا، ما عزز صورتها كفاعل إقليمي واعد في السوق الإفريقية والعالمية.
وتأتي نسخة هذا العام في ظرف دولي يتسم بتسارع التحولات نحو الطاقات النظيفة والمعادن الاستراتيجية، وهو ما يمنح موريتانيا موقعًا متقدماً بالنظر إلى احتياطاتها الكبيرة، واستراتيجيتها الوطنية الرامية إلى الموازنة بين استغلال الموارد التقليدية والانخراط في الاقتصاد الأخضر.
وبحسب القائمين على المؤتمر، فإن “موريتانيد 2025” لا يقتصر على كونه ملتقى للأعمال والتعاون الدولي، بل يمثل كذلك فرصة لإبراز رؤية موريتانيا الطاقوية والمعدنية، وبلورة شراكات عملية تسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة البلاد على خريطة الاستثمار العالمي.