
أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أن بلاده اختارت، انسجامًا مع قيم التضامن الإفريقي والأخوة الإنسانية، أن تكون أرضًا آمنة للاجئين، رغم التحديات الاقتصادية والضغوط التنموية التي تواجهها.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال ندوة حول اللاجئين نظمتها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، بمدينة يوكوهاما اليابانية، على هامش قمة تيكاد التاسعة للتنمية في إفريقيا.
وأشار الرئيس الغزواني إلى أن موريتانيا عرفت خلال السنوات الماضية تدفقًا متزايدًا للاجئين، مؤكداً أن السلطات تعاملت مع هذا الواقع بمرونة وإنسانية، دون اللجوء إلى إغلاق الحدود أو تقييد حركة الفارين من النزاعات.
وكشف أن موريتانيا تستضيف اليوم أكثر من 309 آلاف لاجئ، بينهم ما يزيد على 120 ألفًا في مخيم “أمبره” بولاية الحوض الشرقي، الذي تجاوز طاقته الاستيعابية الأولى البالغة 70 ألفًا، ليصبح ثاني أكبر تجمع سكاني في البلاد بعد العاصمة نواكشوط.
وأضاف أن أكثر من 173 ألف لاجئ يعيشون داخل المجتمعات المحلية عبر 76 بلدية، لافتًا إلى أن أعداد اللاجئين في بعض القرى تفوق أحيانًا سكانها الأصليين، مما جعل من التضامن بين الموريتانيين واللاجئين نموذجًا فريدًا، لكنه مكلف جدًا ويثقل كاهل الدولة.
وفي هذا السياق، شدد الغزواني على أن استمرار هذا التضامن يتطلب مزيدًا من الدعم الدولي، مؤكدًا أن الموارد الوطنية محدودة، بينما تزداد الحاجات الأساسية مثل الغذاء والتعليم والصحة. كما جدّد دعوته إلى المجتمع الدولي من أجل تعزيز مساندة اللاجئين ودول الاستقبال، والعمل على معالجة الأسباب الجذرية للجوء من نزاعات مسلحة، وانعدام الأمن، وأشكال الظلم والإقصاء.