
قد لا تتوقع أن مكيف الهواء، خاصةً الأنظمة الكبيرة في الفنادق أو المستشفيات أو المراكز التجارية، يمكن أن يكون بيئة مثالية لبكتيريا خطيرة تُسمى الفيلقية الرئوية، المسببة لمرض داء الفيالقة، وهو نوع حاد من الالتهاب الرئوي قد يهدد الحياة، خصوصًا لدى كبار السن، والمدخنين، وضعيفي المناعة.
تعيش هذه البكتيريا في المياه الدافئة والراكدة، وتتكاثر في أبراج التبريد وخزانات المياه إذا لم تُصن أو تُنظف بانتظام. وعندما يتسرب رذاذ ماء ملوث عبر فتحات التهوية، يمكن أن يستنشقه الأشخاص، فيصابون بالمرض.
العدوى لا تنتقل من شخص لآخر، بل فقط عبر استنشاق هذا الرذاذ، وقد ارتبطت حالات تفشي عديدة بأنظمة تبريد غير مُصانة، أشهرها حادثة في فيلادلفيا عام 1976.
الأعراض تظهر بعد يومين إلى عشرة أيام، وتبدأ كأعراض إنفلونزا (حمى، قشعريرة، صداع)، ثم تتطور إلى ضيق تنفس، وألم صدر، وسعال ببلغم. يحتاج المريض لعلاج فوري بالمضادات الحيوية، فالكشف المبكر ضروري لتفادي المضاعفات.
الوقاية تكون بالصيانة الدورية لأنظمة التكييف والمياه، تنظيفها بانتظام، استخدام المعالجات الكيميائية أو المبيدات الحيوية في الأبراج الكبيرة، ومنع ركود المياه. وإذا لاحظت رائحة عفن أو هواء غريب في مكان عام، فاعتبر الأمر تحذيرًا.
داء الفيالقة مرض غير شائع لكنه خطير، ويمكن تجنب مخاطره بالكامل عبر العناية الجيدة بأنظمة التكييف، خاصة المركزية.