
مع اقتراب موعد إعلان نتائج الباكالوريا، يعمّ التوتر أجواء الكثير من البيوت. يعيش الآباء والأمهات لحظة مفصلية ينتظرون فيها نتيجة قد يعتبرونها محطة حاسمة في مصير أبنائهم. لكن في خضمّ هذه المشاعر المختلطة، من الضروري أن يتذكر الأهل أن أبناءهم لا يحتاجون فقط إلى التوجيه والنصيحة، بل إلى الاحتواء النفسي والدعم العاطفي، وأن من واجبهم أن يكونوا سندًا لا عبئًا إضافيًا في هذا الوقت الحرج.
يشدد الأطباء النفسيون والباحثون على أن طريقة تعامل الأسرة مع نتيجة الباكالوريا تؤثر على نظرة الأبناء لأنفسهم ولحياتهم المستقبلية، وقد تترك آثارًا بعيدة المدى. لذلك، فإن خلق بيئة إيجابية وآمنة داخل البيت أهم بكثير من التركيز على النقاط أو التصنيفات.
✳️ نصائح نفسية للآباء والأمهات:
🔹 ادعم أول رد فعلك
تجنّب الانفعالات القاسية، واجعل رد فعلك الأول مليئًا بالتشجيع والدعم، مهما كانت النتيجة.
🔹 قيمة ابنك لا تُقاس بالدرجات
ذكّر نفسك أن المجهود، والاجتهاد، والنية الطيبة، وحتى الصبر، أمور تستحق التقدير مثلها مثل العلامات.
🔹 تجنّب المقارنات
كل شاب يخوض تجربته في ظروف خاصة لا يمكن رؤيتها من الخارج. لا تقارن ابنك بغيره.
🔹 استمع بانتباه واحتواء
أنصت لكلامه، حتى إن بدا غير واضح. مجرّد الإصغاء له يعكس أنك مهتم ومستعد للدعم.
🔹 شارك مشاعرك دون أحكام
كن قريبًا منه، وعبّر له عن ثقتك في قدراته على تجاوز هذه المرحلة.
🔹 ركّز على الحلول بدل اللوم
ساعده في التفكير في البدائل الممكنة التي تناسب قدراته ورغباته، سواء على المستوى الجامعي أو المهني.
🔹 راقب الإشارات النفسية
إن لاحظت تغيرات مثل الانطواء، اضطرابات النوم، أو الحزن العميق، لا تتردد في استشارة أخصائي نفسي.
🔹 كن متوازنًا عاطفيًا
اعتنِ بنفسك أيضًا، فاستقرارك النفسي ينعكس إيجابًا على ابنك.
🔹 لا تجعل الحديث عن النتيجة محورًا دائمًا
بعد مرور اللحظة، وجّه التركيز إلى المستقبل لا الماضي.
🔹 ذكّره أن الباكالوريا محطة، لا نهاية الطريق
الحياة مليئة بالفرص، والطريق لا يتوقف عند علامة أو شهادة.
🔹 قلّل من الانتقاد ووفّر مساحة للطمأنينة
تقبّل مشاعره في الأيام الأولى، فهذا يساعد على الاستقرار النفسي.
🔹 احرص على أجواء أسرية هادئة
الروتين المطمئن داخل المنزل يساعد في تخفيف التوتر ويمنح الإحساس بالأمان.
🔹 شجّعه على النوم والغذاء والأنشطة المحببة
الخروج من دوامة التفكير السلبي يبدأ من رعاية الجسد والعقل.
🔹 خطّطا معًا للمستقبل
ناقشا الخيارات المتاحة بتأنٍ، وتذكّرا أن القرارات المصيرية لا تُبنى في عجلة.
🔹 امشيا سويًا في طريق الاختيار
كونوا شركاء في اتخاذ القرار، فالشعور بالمساندة يُضاعف الثقة في الذات.
في النهاية، نجاح الأبناء لا يُقاس فقط بما تحققه الشهادات، بل بما يجدونه من دعم وتفهّم من أقرب الناس إليهم. فكونوا مصدر قوة، لا ضغط. ومهما كانت النتيجة، فإن الحب والدعم هما أعظم هدية يمكن أن تمنحوها لهم في هذه المرحلة.