
في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي لموريتانيا نحو تعزيز الشراكات الاقتصادية الدولية وجذب الاستثمارات النوعية، ترأس فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء اليوم، في العاصمة الأمريكية واشنطن، طاولة مستديرة اقتصادية نظمتها غرفة التجارة الأمريكية، بحضور ممثلين عن كبرى الشركات الأمريكية العاملة في مجالات الطاقة، المعادن، الزراعة، والتكنولوجيا.
,اللقاء، الذي يندرج ضمن فعاليات الزيارة الرسمية التي يؤديها رئيس الجمهورية للولايات المتحدة، جمع نخبة من الفاعلين الاقتصاديين من الجانبين الموريتاني والأمريكي، وشكّل منصة مثمرة لتبادل الرؤى واستكشاف آفاق التعاون، خصوصًا في القطاعات ذات الأولوية ضمن استراتيجية النمو في موريتانيا.
وقد استعرض الوفد الموريتاني، في عرض مفصل، أبرز الإصلاحات الاقتصادية التي تم تنفيذها في السنوات الأخيرة، والتي شملت تحديث الإطار القانوني، وتسهيل الإجراءات الإدارية، ومحاربة الفساد، مما انعكس بشكل إيجابي على تحسين مناخ الأعمال وتعزيز ثقة المستثمرين.
كما تم تقديم بيانات ومعطيات حول الفرص الاستثمارية الواعدة في مجالات الطاقة (خاصة الغاز والهيدروجين الأخضر)، والتعدين، والبنية التحتية، والزراعة المستدامة، والتحول الرقمي.
في كلمته أمام المشاركين، أكد فخامة الرئيس أن موريتانيا تسعى لأن تكون وجهة مفضلة للمستثمرين الأمريكيين، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، ووفرة مواردها الطبيعية، واستقرارها السياسي، فضلاً عن انخراطها في إصلاحات جوهرية تعزز الشفافية والحوكمة.
وأشار إلى أن الدولة الموريتانية تعمل على تهيئة بيئة ملائمة للاستثمار من خلال تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ودعا الفاعلين الاقتصاديين الأمريكيين إلى الاستفادة من هذه الفرص.
بدورهم، عبّر ممثلو الشركات الأمريكية عن تقديرهم للجهود الموريتانية في تعزيز الانفتاح الاقتصادي، وأبدوا استعدادهم لتوسيع مجالات التعاون، والدخول في شراكات استثمارية في عدد من القطاعات ذات اLlلقيمة المضافة، وخاصة تلك المرتبطة بالطاقة المتجددة والأمن الغذائي والتحول الرقمي.
تُعد هذه الطاولة المستديرة واحدة من أبرز المحطات الاقتصادية في زيارة الرئيس الغزواني لواشنطن، وتعكس رغبة موريتانيا في ترسيخ حضورها على الساحة الاقتصادية الدولية، وبناء علاقات متوازنة تقوم على المنفعة المتبادلة، والاستثمار في الفرص ذات البعد الاستراتيجي.