
سلّطت مراجعة علمية جديدة الضوء على قلق متزايد في مجالي طب الأسنان والطب العام، إذ كشفت عن صلة قوية بين الأفلام الحيوية الفموية (Biofilms) — تلك الطبقة البكتيرية المنظمة التي تلتصق بالأسنان واللثة — وبين أمراض جهازية مزمنة مثل السكري، وأمراض الكلى المزمنة، وسرطان البنكرياس.
- ما الجديد في هذه الدراسة؟
رغم أن هذه الأفلام معروفة منذ زمن كمسبب رئيسي لالتهاب اللثة، فقد أظهرت المراجعة أن الالتهاب المزمن الناتج عنها قد يسمح بدخول البكتيريا والجزيئات الالتهابية إلى مجرى الدم، ما يؤثر سلبًا على أعضاء حيوية في الجسم.
وفي الحالات المرضية المزمنة مثل السكري وأمراض الكلى، يمكن أن يُفاقم هذا الالتهاب الحالة الصحية. والأكثر إثارة للقلق، أن بعض الأدلة تربط بين هذا النوع من الالتهاب وتطور سرطان البنكرياس. - رسالة البحث الأساسية؟
الصحة الفموية ليست فقط مسألة جمالية أو وقاية من التسوس، بل هي مفتاح للصحة العامة وقد تؤثر على حياة المريض بشكل شامل. إن الحفاظ على نظافة الفم والزيارات الدورية لعيادة الأسنان قد يكون لهما دور وقائي في تجنب أمراض تهدد الحياة. - دور أطباء الأسنان يتعزز
تشير الدراسة إلى أهمية دور طبيب الأسنان ليس فقط في علاج مشاكل الفم، بل أيضًا في الكشف المبكر عن مؤشرات صحية خطيرة وربطها بالصحة العامة.
شرح مبسط:
أفلام الفم أو ما يُعرف علميًا بـ “الأفلام الحيوية الفموية” (Oral Biofilms) هي:
طبقة رقيقة ولزجة من الكائنات الحية الدقيقة (خصوصًا البكتيريا) تتجمع وتلتصق بسطح الأسنان واللثة، وتكون محاطة بمادة واقية تفرزها تلك الكائنات لحماية نفسها.
تتكوّن هذه الأفلام عندما تلتصق البكتيريا الطبيعية الموجودة في الفم ببعضها البعض وبأسطح الفم مثل الأسنان.
خلال ساعات من تنظيف الأسنان، تبدأ هذه البكتيريا في تكوين مستعمرات تُعرف بـ “اللوحة الجرثومية” (Plaque)، وهي نوع من الأفلام الحيوية.
إذا لم تتم إزالة هذه الطبقة بشكل منتظم عبر تفريش الأسنان واستخدام الخيط، فإنها تتصلب وتتحول إلى جير (Calculus)، ويمكن أن تسبب أمراض اللثة وتسوس الأسنان.
لماذا هي مهمة؟
هذه الأفلام ليست ضارة دائمًا، لكن إذا زادت بشكل مفرط أو احتوت على أنواع بكتيريا ضارة، فقد تؤدي إلى التهاب اللثة، ومشاكل صحية جهازية كما في الدراسة الجديدة.