في خطوة تعكس حضوراً لافتاً للكوادر الرياضية الوطنية، أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن اختيار ثلاثة حكام موريتانيين للمشاركة في إدارة مباريات بطولة كأس أمم إفريقيا التي تستضيفها المملكة المغربية.
ويتعلق الأمر بكل من دحان ولد بيده وعبد العزيز ولد بوه كحكمي ساحة، إضافة إلى بابكر صار ضمن طاقم تقنية الفيديو (VAR)، ما يعدّ تمثيلاً نوعياً ومكسباً مهماً للتحكيم الوطني في أكبر تظاهرة كروية قارّية.
الخبر لقي ترحيباً واسعاً من طرف الاتحادية الموريتانية لكرة القدم، التي اعتبرت هذا التعيين نتيجة طبيعية لمسار من التطوير والتأطير المستمر للتحكيم خلال السنوات الأخيرة. وأكدت أن اختيار حكام موريتانيين لقيادة مباريات في حدث بهذا الحجم يعكس الثقة التي تحظى بها الأطر الوطنية لدى مؤسسات التحكيم الإفريقية، ويمثل اعترافاً بكفاءتهم على أعلى مستوى تنافسي.
ولا يتوقف أثر هذه المشاركة عند البعد الرياضي فقط، بل يحمل بعداً رمزياً يعزز مكانة موريتانيا داخل منظومة كرة القدم الإفريقية. فالتحكيم جزء جوهري من هيبة اللعبة وجودتها، وهو معيار حساس لا يحصل فيه أي بلد على فرصة إلا بعد سنوات من العمل والاختبارات الفنية والبدنية والنفسية.
ويُحسب لهؤلاء الحكام أنهم تجاوزوا حدود الأداء المحلي إلى الحضور في مسابقات قارية، ما يدل على نضج تجربتهم، واستعدادهم لتمثيل الوطن في محافل كبرى.
وبينما تتجه الأنظار إلى ملاعب المغرب لمتابعة البطولة، سيكون حضور الحكام الموريتانيين فرصة جديدة لتعزيز السمعة الرياضية للبلاد، وتشجيع جيل جديد من الشباب على دخول عالم التحكيم باحترافية وطموح، في مسار يُظهر أن موريتانيا لم تعد مجرد رقم في المنافسات، بل طرفاً فاعلاً في منظومتها.