تعيش موريتانيا هذه الأيام لحظة وداع مؤلمة بعد وفاة السياسي والبرلماني الخليل ولد الطيب، الذي أسلم الروح ليلة السبت في المستشفى التخصصي بمدينة بامبلونا قرب مدريد – إسبانيا، عن عمر ناهز السبعين عاماً، بعد رحلة علاج امتدت لقرابة ثلاث سنوات. نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة، ويجعله من المقبولين، ويبارك في عقبه إلى يوم الدين.

الراحل كان شخصية وطنية بارزة ذات حضور مؤثر على الصعيد الوطني والعربي والإفريقي. انخرط في العمل السياسي مبكراً، وهو ما يزال تلميذاً في بداية المرحلة الإعدادية، واستمر على هذا النهج رغم الاعتقالات المتكررة التي جعلته يقضي أغلب أشهر الدراسة في “السجون السياسية”. ومع ذلك واصل تعليمه حتى تخرّج من المدرسة العليا للتعليم في مطلع الثمانينات أستاذاً لمادة العلوم الطبيعية.

مسيرته السياسية كانت حافلة؛ فقد انتُخب نائباً في البرلمان الموريتاني لمدة اثني عشر عاماً متتالية، وشغل مناصب قيادية في البرلمان العربي، وكانت له شبكة علاقات واسعة مع عدد من الرؤساء العرب، استثمرها في خدمة موريتانيا وجلب منافع تنموية ومعنوية لها.

وفي بيان صادر عن الأسرة، وقّعه نجل الفقيد الإمام الشافعي ولد الطيب، أكدت الأسرة أنها بدأت ترتيبات نقل الجثمان من إسبانيا إلى نواكشوط، على أن تتم الصلاة عليه ودفنه فور وصوله. وأوضحت الأسرة أنها ستبدأ في استقبال وفود المعزين في منزلها بالعاصمة بعد الدفن.

وعبّرت الأسرة عن امتنانها لكل من تواصل معها وساهم في مواساتها خلال الساعات الماضية، معتبرة ذلك موقفاً نبيلاً يخفف من مرارة الفقد.

وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم أسرة ريم تايمز بأحر التعازي إلى الشعب الموريتاني وإلى ذوي الراحل، سائلين الله عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يجزي الفقيد خير الجزاء على ما قدّم لوطنه وأمته.