بدأت موريتانيا اليوم خطوة جديدة تعكس توجهها الجاد نحو دعم الابتكار وتعزيز الاقتصاد الرقمي، حيث أطلقت وزارة التحول الرقمي وعصرنة الإدارة دورة تكوينية مخصصة للشركات الناشئة في مجالي الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة، بالشراكة مع التعاون الألماني. وتستمر الدورة خمسة أيام تهدف إلى تقوية قدرات المشاركين التقنية، وتشجيع تبادل التجارب بين رواد الأعمال والخبراء، ودعم بروز حلول مبتكرة تخدم التنمية المستدامة.
وفي كلمة الافتتاح، أكد الأمين العام للوزارة خالد عابدين سيدي أن هذا اللقاء موجّه خصيصًا للشركات الناشئة العاملة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الدرونية، بهدف دعم منظومة الاقتصاد الرقمي الوطني، انسجامًا مع رؤية رئيس الجمهورية الهادفة إلى تحديث الإدارة وتطوير البنى الرقمية. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي بات أداة محورية للتنمية والحوكمة الرشيدة، فيما تفتح الطائرات المسيرة آفاقًا واسعة أمام قطاعات مثل الزراعة الذكية والمراقبة والخدمات اللوجستية ورسم الخرائط وحماية البيئة.
وأشار إلى أن الشركات الناشئة أصبحت اليوم القاطرة الرئيسية للابتكار، بحكم مرونتها وقدرتها على طرح حلول جديدة تلائم حاجات المجتمع، مؤكدًا أن الوزارة تعمل على مواكبة هذه الطاقات الشبابية عبر توفير فضاءات للتكوين وتزويدها بالأدوات الرقمية الحديثة.
ومن جانبها، أوضحت ممثلة التعاون الألماني، سيبل البرتش، أن هذه الدورة ثمرة شراكة ناجحة ضمن مشروع “ديجيتال”، مشيرة إلى أن التعاون الألماني يدعم رؤية موريتانيا لبناء بنية تكنولوجية مستقبلية. وأضافت أن التدريب سيساعد المشاركين على تطوير حلول قادرة على الوصول إلى أسواق جديدة، وتعزيز السيادة التكنولوجية للبلاد ورفع تنافسية الاقتصاد الوطني. كما أثنت على جهود الوزارة ومهارات الشباب الموريتاني، مؤكدة دور هذه المبادرة في دفع حلول رقمية تتماشى مع أولويات الدولة.
وجرى افتتاح الدورة بحضور الأمينة العامة لوزارة التجهيز والنقل، امعيزيزه كربالي، وعدد من أطر التحول الرقمي، في خطوة تعكس التزام الدولة بتسريع الانتقال نحو اقتصاد رقمي حديث يقوم على الابتكار والمعرفة.