في قراءة تحليلية لخطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني خلال لقائه مع الأطر في مدينة تمبدغه، كتب السياسي والمفكر الموريتاني محمد جميل منصور تدوينة عبّر فيها عن استغرابه من بعض القراءات التي رافقت حديث الرئيس، معتبرًا أن الكثير منها شابَه سوء فهم وتأويل غير دقيق لمضمون الخطاب.
وأوضح ولد منصور أن رئيس الجمهورية كان واضحًا في رسالته، مؤكدًا أن الحديث عن مرشحين أو ترشحات محتملة لرئاسيات 2029 في غير محله من حيث التوقيت والسياق، مشيرًا إلى أن الأولوية في هذه المرحلة هي تطبيق برنامج رئيس الجمهورية وما يتضمنه من ورش إصلاح وتنمية وتطوير.
وأضاف أن النبرة التي استخدمها الرئيس جمعت بين النصح والتحذير، وأن الفاصل الزمني — نحو أربع سنوات — يبرّر تأجيل النقاش الانتخابي لصالح التركيز على الأولويات الوطنية والتنموية.
وفي النقطة الثانية من تحليله، أشار جميل منصور إلى أن المواضيع التي طرحها رئيس الجمهورية كمجالات صالحة للحوار والنقاش — من ضمنها إصلاحات دستورية محتملة وتحسينات انتخابية — تدخل في إطار تعزيز الحكامة السياسية وتطوير الأداء المؤسسي للدولة، معتبرًا أن ذلك يعكس رغبة الرئيس في ترسيخ دولة القانون وتحسين آليات العمل الديمقراطي.
أما بخصوص الجدل الذي أثاره البعض حول احتمال التمهيد لمأمورية رئاسية ثالثة، فقد نفى جميل منصور وجود ما يدعم مثل هذا التأويل، مؤكدًا أنه لا يرى أي مؤشر على نية تجاوز الترتيبات الدستورية التي تحصّن عدد المأموريات.
وقال في هذا السياق:
“من خلال معرفتي برئيس الجمهورية وحرصه على المكاسب الديمقراطية المتحققة، أرجّح أنه سيكون أول المحافظين على المواد الدستورية المحصّنة، التي تنصّ على أن مأموريته الثانية هي الأخيرة.”
وختم جميل منصور تعليقه بالتأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب تركيزًا على البناء والعمل لا على الجدل السياسي المبكر، داعيًا إلى عدم التشويش على المسار الديمقراطي ولا على الجهود الحكومية الجارية لتنفيذ برنامج الرئيس.