تواصل بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2025-2026 تقديم وجبات كروية دسمة للجماهير، مع انطلاق منافسات الجولة الرابعة من مرحلة الدوري التي شهدت مواجهات نارية ونتائج مثيرة أعادت ترتيب الأوراق وأشعلت سباق التأهل إلى الأدوار الإقصائية في النسخة الثانية من النظام الجديد للبطولة.
ويشارك في النسخة الحالية 36 فريقًا بدلًا من 32 كما كان سابقًا، ضمن النظام الجديد الذي تم اعتماده الموسم الماضي، ويهدف إلى زيادة الحماس والتنوع في المواجهات. وبموجب هذا النظام، تتأهل الأندية الثمانية الأولى في الترتيب العام مباشرة إلى دور الـ16، بينما تخوض الفرق من المركز التاسع إلى الرابع والعشرين مباريات الملحق بنظام الذهاب والإياب لتحديد بقية المتأهلين، ما جعل كل نقطة في مرحلة الدوري ذات أهمية بالغة.
وشهدت الجولة الرابعة مباريات قوية ومثيرة، كان أبرزها فوز آرسنال الإنجليزي على سلافيا براج التشيكي بثلاثية نظيفة، في لقاء أكد من خلاله الفريق اللندني جاهزيته للمنافسة على الصدارة. وفي قمة كروية مرتقبة على ملعب “أنفيلد”، تمكن ليفربول من حسم مواجهته أمام ريال مدريد الإسباني بهدف دون رد، في مباراة طغى عليها الطابع التكتيكي والحذر الدفاعي من الجانبين.
كما نجح بايرن ميونخ الألماني في اقتناص فوز ثمين من باريس سان جيرمان بنتيجة 2-1 في ملعب “حديقة الأمراء”، ليواصل العملاق البافاري سلسلة نتائجه الإيجابية ويؤكد مكانته كأحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب.
وفي مباريات الأربعاء، خطف برشلونة الإسباني تعادلاً مثيرًا من مضيفه كلوب بروج البلجيكي بنتيجة 3-3 في مباراة دراماتيكية شهدت تقلبات عديدة في مجرياتها. أما مانشستر سيتي الإنجليزي، فقد واصل عروضه القوية باكتساحه بوروسيا دورتموند الألماني بنتيجة 4-1 على ملعب “الاتحاد”، ليحافظ على سجله المثالي في البطولة حتى الآن.
من جانبه، واصل إنتر ميلان الإيطالي نتائجه الإيجابية بفوز مهم على كيرات الكازاخي بنتيجة 2-1، فيما حقق نيوكاسل يونايتد انتصارًا مستحقًا على أتلتيك بلباو الإسباني بثنائية نظيفة، ليعزز حظوظه في بلوغ المراحل المتقدمة.
وبعد نهاية الجولة الرابعة، بدأت ملامح الصراع على المراكز الأولى تتضح تدريجيًا، حيث يقترب عدد من الفرق الكبرى من حسم التأهل المبكر إلى دور الـ16، فيما تتمسك فرق أخرى بفرصها في خوض الملحق، في ظل تقارب النقاط وشدة التنافس بين الأندية الأوروبية العملاقة.
ويرى محللون أن النظام الجديد للبطولة أضفى مزيدًا من المتعة والإثارة، إذ لم تعد المباريات في الجولات الأولى شكلية أو سهلة، بل أصبحت كل مواجهة تحمل طابعًا حاسمًا في ترتيب الفرق. كما فتح النظام الباب أمام أندية من خارج الدائرة التقليدية للمنافسة الجدية على المراكز المتقدمة، ما منح البطولة نكهة مختلفة وأكثر عدالة من النسخ السابقة.