شهدت العاصمة نواكشوط، اليوم، حادثة مأساوية هزّت الأوساط الإدارية والاجتماعية، بعد العثور على الإطار بوزارة الإسكان والعمران، سيدي عبد الله، مشنوقًا داخل منزله الواقع في حي ستي بلاج بمقاطعة تفرغ زينة.
ووفقًا لمصادر مقربة من الأسرة، فإن الراحل كان يعيش حياة هادئة ومستقرة، ولم يكن يعاني من أي اضطرابات نفسية أو مشاكل صحية تُذكر، ما جعل خبر وفاته صادمًا لكل من عرفه وتعامل معه.
وتشير التفاصيل الأولية إلى أن زوجته المغربية كانت أول من لاحظ شيئًا غير طبيعي، بعدما لاحظت توقف سيارته أمام المنزل لساعات طويلة دون أن يجيب على اتصالاتها المتكررة، مما أثار لديها القلق ودفعها إلى التواصل مع بعض أصدقائه المقربين.
وفور وصولهم إلى المنزل، حاولوا التواصل معه دون جدوى، ليضطروا في النهاية إلى كسر إحدى النوافذ والدخول، حيث كانت الصدمة الكبرى بانتظارهم، إذ وجدوه مشنوقًا داخل إحدى الغرف وقد فارق الحياة.
وبعد إبلاغ السلطات الأمنية، حضر وكيل الجمهورية إلى عين المكان برفقة فرق من الشرطة، حيث تمت معاينة الجثة والإشراف على الإجراءات القانونية الأولية، فيما فُتح تحقيق موسّع لمعرفة ظروف وملابسات الحادثة وأسبابها الحقيقية.
مصادر مقربة من الوزارة عبّرت عن حزنها العميق لرحيل أحد أبرز الأطر الذين عُرفوا بالكفاءة والانضباط في العمل، مشيرة إلى أن الفقيد كان يشغل في وقت سابق منصب مستشار للوزير السابق سيدي أحمد، وشارك بفعالية في إدارة الحملة الرئاسية الأخيرة إلى جانبه.
وقد خلفت الحادثة موجة من الحزن بين زملائه في وزارة الإسكان وأصدقائه ومعارفه، الذين وصفوه بأنه “رجل خلوق، متفانٍ في عمله، يجمع بين المهنية العالية وحسن السيرة”.
هذا، وتتابع السلطات الأمنية تحقيقاتها لمعرفة تفاصيل أكثر حول الحادثة التي ما تزال غامضة حتى الآن، وسط ترقب كبير من الرأي العام لمعرفة نتائج التحقيق الرسمي.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.