تشهد ولايات الشرق الموريتاني منذ أيام موجة متكررة من حرائق المراعي التي أتت على مساحات واسعة من الغطاء النباتي، مهددة الثروة الحيوانية ومصادر رزق السكان في هذه المناطق الرعوية.
وفي أحدث هذه الحوادث، تدخلت كتيبة من الجيش الوطني بمدينة لعيون لإخماد حرائق اندلعت في مراعي تقع ضمن بلدية بنعمان بولاية الحوض الغربي، حيث تمكنت الوحدات العسكرية، بالتعاون مع الأهالي، من السيطرة على ألسنة اللهب التي انتشرت بسرعة بفعل الرياح.
وأكدت مصادر محلية أن الحريق ألحق أضرارًا معتبرة بالمراعي الطبيعية قبل أن تتمكن فرق الجيش والمتطوعون من محاصرته ومنع تمدده نحو مناطق مأهولة.
ويأتي هذا التدخل بعد أيام قليلة من عملية مماثلة نفذها الجيش الوطني في مقاطعة انبيكت لحواش بالحوض الشرقي، عقب اندلاع حريق مماثل التهم مساحات شاسعة من المراعي هناك.
وتزايدت خلال الأسابيع الأخيرة بلاغات حرائق المراعي في ولايات الحوضين ولعصابه، حيث سجلت مصالح البيئة خمسة حرائق خلال أيام فقط في مناطق تابعة لمقاطعة كنكوصه، ما يعكس هشاشة الوضع البيئي في ظل الرياح الجافة وارتفاع درجات الحرارة.
ويحذر خبراء من أن استمرار هذه الحرائق قد يؤدي إلى تدهور كبير في الغطاء النباتي والرعي الطبيعي، ويضاعف من أعباء المنمين الذين يعتمدون بشكل رئيسي على المراعي الطبيعية لتغذية مواشيهم.
وتسعى السلطات من جانبها إلى تعزيز جاهزية فرق التدخل السريع بالتعاون مع السكان المحليين، في إطار الجهود الرامية للحد من آثار هذه الحرائق ومكافحة أسبابها، سواء كانت طبيعية أو ناتجة عن الإهمال البشري.