في خطوة تؤكد صرامة القضاء الموريتاني في مواجهة حملات التشهير والإساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصدرت محكمة ولاية نواكشوط الشمالية حكمًا يقضي بسجن شاب لمدة سنتين نافذتين وتغريمه 500 ألف أوقية قديمة، بعد إدانته بالإساءة إلى الفنانة گرمي بنت سيداتي ولد آب من خلال مقاطع مصوّرة بثّها على تطبيق “تيك توك”.
وجاء في تفاصيل القضية أن الشاب نشر مقاطع تتضمن عبارات واتهامات اعتبرتها المحكمة مساسًا مباشرًا بشرف الفنانة وسمعتها، وهو ما يشكّل، وفقًا للقانون الموريتاني، جريمة قذف وافتراء علني في العرض.
وخلال جلسة المحاكمة، أكدت النيابة العامة أن تصرف المتهم يتنافى مع القيم الدينية والأخلاقية ويخرق القوانين التي تجرّم الإساءة للغير، مطالبة بجلده 80 جلدة إضافة إلى الغرامة المالية، مشددة على ضرورة وضع حدّ لموجة الإساءات التي أصبحت تنتشر عبر المنصات الرقمية دون رادع.
الفنانة گرمي بنت سيداتي، المعروفة بمسيرتها الفنية الطويلة وإسهاماتها في تطوير الأغنية الموريتانية، لم تُدلِ بتصريحات عقب صدور الحكم، لكن مقربين منها عبّروا عن ارتياحهم لقرار المحكمة الذي اعتبروه إنصافًا للفنانة وردعًا لكل من يحاول النيل من سمعة الشخصيات العامة تحت غطاء حرية التعبير.
أما المتهم، فقد أبدى خلال جلسة النطق بالحكم ندمه الشديد، مؤكدًا أنه لم يكن يقصد الإساءة للفنانة، وأن ما صدر عنه كان نتيجة تأثير أحد أصدقائه وسوء تقدير منه، ملتمسًا من المحكمة الرحمة والصفح بالنظر إلى وضعه الاجتماعي الصعب.
ويأتي هذا الحكم في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى تشديد الرقابة القانونية على المحتوى المنشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن تحولت هذه المنصات إلى فضاء مفتوح تتكرر فيه حالات الإساءة والتشهير بالشخصيات العامة والفنانين في موريتانيا.