
غيب الموت، اليوم، الفنان المصري القدير لطفي لبيب، بعد رحلة طويلة من العطاء امتدت من ساحات القتال إلى خشبات المسرح وشاشات السينما والتلفزيون، حيث ودع الدنيا عن عمر ناهز السبعين عامًا، بعد معاناة صحية ألزمته الفراش في الأسابيع الأخيرة.
عرف الجمهور العربي لطفي لبيب بموهبته الفريدة التي جمعت بين الوقار وخفة الظل، فكان وجهًا مألوفًا في الدراما المصرية رغم ندرة أدوار البطولة المطلقة. لكنه، رغم ذلك، كان بطلاً في القلوب؛ محبوبًا من الأجيال، حاضرًا بأدائه المميز وصوته الهادئ وأسلوبه الخاص في تجسيد الشخصيات.
قبل أن يعرفه الناس فنانًا، عرفوه مقاتلًا في صفوف القوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر، حيث عبر قناة السويس ضمن صفوف الجنود الذين صنعوا النصر، وهو ما ظل يفتخر به طوال حياته، وظل يشكل جزءًا من شخصيته الوطنية والإنسانية.
شارك الراحل في عشرات الأعمال الفنية التي تركت بصمة لا تُنسى، من أبرزها أفلام مثل السفارة في العمارة وعسل أسود، ومسلسلات مثل الراية البيضا والخواجة عبد القادر، وغيرها من الأعمال التي أكدت أنه فنان من طراز خاص.
وكان لبيب قد أعلن اعتزاله التمثيل قبل سنوات، بعد تعرضه لجلطة أثرت على قدرته على الحركة، وقال حينها إنه “لم يعد قادرًا على الوقوف أمام الكاميرا”، معتذرًا لجمهوره الذي طالما أحبّه وسانده.
بوفاته، تخسر الساحة الفنية أحد أعمدتها الهادئة والمؤثرة، ويرحل صوت من أصوات الحكمة، وملامح من ملامح الطيبة المصرية الأصيلة.
رحم الله الفنان لطفي لبيب، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.