
في مشهد سياسي يطغى عليه التقييم والمكاشفة، اختار حزب الإنصاف مساء اليوم الأربعاء، العاصمة نواكشوط، ليجمع وسائل الإعلام في لقاء تفاعلي خاص، بمناسبة مرور عام على تجديد الثقة في فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
اللقاء، الذي غلب عليه الطابع التواصلي والتحليلي، خُصص لعرض حصيلة ست سنوات من التسيير والإنجاز، استعرض خلالها قادة الحزب ما تحقق على أرض الواقع من مشاريع وإصلاحات، وما تعنيه هذه المرحلة بالنسبة لمستقبل البلاد.
خطاب واقعي بلغة الأرقام
وفي كلمته الافتتاحية، تحدث رئيس الحزب، السيد سيد أحمد ولد محمد، بلغة واضحة وواقعية، مؤكدًا أن موريتانيا خلال السنوات الست الماضية عرفت تحولًا عميقًا على كافة المستويات، بفضل رؤية استراتيجية قادها الرئيس الغزواني تقوم على أربعة محاور مركزية:
بناء دولة قوية وحديثة تُحسن خدمة المواطن.
تنمية اقتصاد مرن ومتنوع يسير بثبات نحو النمو.
تعزيز وحدة المجتمع وتماسكه في ظل احترام التنوع الثقافي.
تثمين الرأسمال البشري بوصفه عماد النهضة الوطنية.
وشدد على أن ما تحقق من إنجازات ليس فقط حديث شعارات سياسية، بل وقائع يلمسها المواطنون يوميًا، من خلال تطور الخدمات الأساسية، وإطلاق مشاريع بنى تحتية ضخمة، وارتفاع مؤشرات الحماية الاجتماعية، فضلًا عن مناخ سياسي يتسم بالهدوء والانفتاح.
إنجازات رغم التحديات
وأشار ولد محمد إلى أن هذه المرحلة لم تكن خالية من التحديات، حيث واجهت البلاد جائحة كورونا وتداعيات أزمات دولية، ومع ذلك، تمكنت الحكومة من امتصاص الصدمات، وضمان استمرارية الخدمات، مشيدًا بالدور المحوري الذي لعبته وزارة الصحة في التخفيف من آثار الجائحة وتحقيق استجابة فعالة.
وأضاف أن من بين أبرز الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة:
تعزيز المؤسسات الدستورية واستقلالية القضاء.
ترقية إدارة عمومية نشطة وشفافة.
الحفاظ على أمن البلاد ووحدتها الترابية في محيط إقليمي مضطرب.
انتهاج دبلوماسية واقعية ومتوازنة تعزز موقع موريتانيا دوليًا.
إطلاق مشاريع اقتصادية كبرى في قطاعات الزراعة، الصيد، المعادن والطاقة.
رؤية طموحة وآفاق مستقبلية
بدوره، أكد القيادي في الحزب، الوزير السابق محمدو ولد امحيميد، أن السنوات الست الأخيرة أسست لمرحلة مفصلية في بناء الدولة الحديثة، مشيرًا إلى أن الرؤية الرئاسية لا تزال تحمل طموحات أكبر في المستقبل، تشمل تسريع وتيرة التنمية، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتقليص الفوارق، ومكافحة الإقصاء والهشاشة.
وأضاف أن ما يميز هذه الفترة هو الانسجام بين خطاب الدولة وممارساتها، وحرص الرئيس على الاستماع للمواطنين في الداخل والخارج، وتلبية حاجاتهم دون تمييز أو تهميش.
وتوقف ولد امحيميد عند أهمية المأمورية الثانية، التي يرى فيها المواطنون فرصة لتعميق المكتسبات، وتسريع عجلة المشاريع الكبرى، خصوصًا في مجالات التعليم التقني، والتحول الرقمي، والتنمية الريفية، مع الاستمرار في تعزيز السلم والاستقرار.
الإعلام شريك في التنمية
وفي ردّه على سؤال من أحد الصحفيين حول تقييم أداء الحكومة، أكد رئيس الحزب أن الإنصاف راضٍ عن العمل الحكومي بشكل عام، وأنه يواكب مختلف الأنشطة من خلال خلية متابعة وتواصل داخل الحزب، مهمتها شرح وتبسيط مضامين البرامج والسياسات العمومية للمواطنين، عبر الوسائط التقليدية والمنصات الرقمية.
وفي ختام اللقاء، عُرض على الحضور فيلم وثائقي مختصر يلخص أبرز المشاريع التي تم تنفيذها في القطاعات الحيوية، ويبرز التحديات التي تم تجاوزها، كما يستعرض آفاق المرحلة المقبلة والمشاريع المبرمجة خلال السنوات القادمة.