Skip to content

6666666
Primary Menu
  • الرئيسية
  • أخبار و تقارير
  • أنباء دولية
  • صحة
  • تحقيقات
  • الاقتصاد
  • مقالات
  • منوعات
  • رياضة
  • اتصل بنا
منصة ريم تايمز فيسبوك
  • مقالات

سارة وبنيامين ومملكة الموز.. عن إسرائيل بين رقصة الدولة على إيقاع العصابة والعكس/ حازم حسين

ريم تايمز سبتمبر 29, 2025
20220102040042042

متجهم الملامح دائما، ويفيض وجهه بالتوحش والبشاعة. صار من طول البقاء فى موقعه أقرب إلى الآلة المعدنية الباردة، ومن تكرار سياساته الاحتيالية كأنه يدور فى حلقة مفرّغة.
لا يجيد نتنياهو السخرية؛ لكنه يستخدمها أحيانا على سبيل الدفاع، أو للتهرب من الأسئلة الجادة وعدم تقديم أجوبة مقنعة
وأحدث محاولاته الكوميدية الفاشلة
فرغ العجوز من كلمته على منصة الأمم المتحدة، لينتقل إلى حفل استقبال بمناسبة يوم السبت فى قنصلية بلاده بنيويورك، ويبدو أن مسألة حضور زوجته فى المشهد السياسى وتغلغلها داخل دولاب الدولة قد أُثيرت من جانب الحضور؛ فردّ على سبيل المزاح والقفز إلى الأمام بالقول إنها تكتب كل خطاباته الرسمية، وتأخذ القرارات حتى بشأن العمليات العسكرية؛ ثم استدرك على الهزل بالجد زاعما أنها كأى فرد من العائلة الصهيونية، شريك برغبته فى رؤية أفضل لإسرائيل فى حربها من أجل النهوض.

كانت جولدا مائير تُوصف سابقا بأنها «الرجل الوحيد فى حكومة ديفيد بن جوريون»، وربما لازمها الوصف لاحقا إلى آخر رحلتها السياسية بعد الهزيمة فى أكتوبر 1973؛ إذ بدت طوال الوقت أشد بأسا وصلابة من بقية الدائرة المحيطة بها من الساسة والجنرالات.

الأوكرانية التى وُلِدت فى كييف، وهاجرت إلى الولايات المتحدة قبل أن تحط فى أحد الكيبوتسات اليهودية فى فلسطين بعد أربع سنوات من وعد بلفور، عُرفت بأنها «المرأة الحديدية» بفضل أدوارها التأسيسية فى مرحلة إنشاء الدولة من عدم، كما كانت أول سيدة تتزعّم حزبا سياسيا، والوحيدة التى ارتقت مقعد رئيس الحكومة منذ النكبة إلى اليوم.

تسلّمت مائير لواء القيادة من ليفى أشكول المنتصر بجلاء فى يونيو 1967، بعد فاصل قصير تولاه إيجال آلون لأقل من ثلاثة أسابيع فقط. شهدت حرب الاستنزاف مع مصر، ومبادرة روجرز، وكانت جريئة فى دفعها إلى تتبع قادة المقاومة الفلسطينية فى الخارج، وتوسيع مروحة الاغتيالات بين العواصم الكبرى شرقا وغربا.

وإن كانت تتميز عن سارة نتنياهو فى شىء؛ فإنه الصفة الرسمية وانعقاد الولاية بالصندوق المباشر، أما عن أدوارهما فتكاد تتطابق، والاختلاف الوحيد أن الأخيرة رئيسة حكومة غير متوجة شرعيا، وتُدير زوجها والبلد بكامله من وراء ستار.

يمثُل زعيم الليكود أمام القضاء فى وقائع فساد ثابتة؛ لكن أغلب خيوط القضايا تتشابك وتتجمع عند سارة، سواء كانت الوسيط وراعية الصفقات المشبوهة مع رجال الأعمال ومُقدّمى الرشى، أو تلقت الهدايا والأثمان مباشرة.

ولا يخلو فضاء تل أبيب من أحاديث عن دورها فى الإطاحة بوزير الدفاع السابق يوآف جالانت، أو إجبار رئيس الأركان هرتسى هاليفى على الاستقالة، ومن بعدها إبعاد رئيس الشاباك رونين بار والمدعية العامة جالى بهاراف ميارا.

وما من دليل أوضح من أنها كانت مبعوثا إلى ترامب فى الشهور الماضية، واستقبلها على طاولة عشاء خاص فى منتجعه الفاخر للجولف، «مار إيه لاجو» فى ولاية فلوريدا.

بدت سطوة رئيسة وزراء الظل حاضرة بقوة؛ عندما أعاد الرئيس الأمريكى ترديد كلامها بشأن الرهائن المحتجزين فى غزة، مُشكّكا فى الأرقام المعلنة عن عدد الأحياء منهم وقتها.

كان ذلك فى مايو الماضى، وقبله بأقل من أسبوع وقف نتنياهو فى فعالية رسمية يقول إن من بين 59 رهينة يتبقى 24 فقط على قيد الحياة؛ لكن سارة قاطعته على ملأ من الناس لتقطع بأن الرقم الحقيقى أقل من الرسمى، وتكشّف من مقدار ثقتها أنها تستند إلى معلومات مدققة.

ما يعنى أنها تطّلع على التقارير السرية بصلاحية شخصية غير معلنة، أو بموقعها المهيمن عاطفيا وسياسيا على زوجها المُروّض تماما لصالح جبروتها الهادر.
مُؤخرا، أعدّت الإدارة الأمريكية ورقة جديدة بشأن التسوية فى غزة، عرضتها فى لقاء ترامب قبل أيام مع قادة وممثلى ثمانى دول عربية وإسلامية، ومن المُنتظر أن يتفق عليها مع نتنياهو فى لقائهما اليوم بالبيت الأبيض، أو يفرضها عليه إن كان جادا فى وضع حد للمأساة وجرائم الإبادة الجماعية الدائرة فى القطاع.

تتكون الخطة من 21 بندا تبدأ بوقف النار وتبادل الأسرى، وتمتد إلى ملامح اليوم التالى إداريا وأمنيا وفيما يخص تعبيد الطريق لحوار سياسى ينتهى بالتعايش وحل الدولتين.

وبقدر ما تنطلق من نقطة منحازة أصلا، وتلبى القدر الأكبر من متطلبات تل أبيب وعناصر رؤيتها لما بعد الحرب، فإن وسائل الإعلام الموالية لنتنياهو وائتلافه اليمينى بثّت أخبارا وتقارير عن مساعيه لتعديل بعض النقاط، وأنها ستكون محور الحديث فى اجتماع الحليفين المُرتقب.

وغالب الظن أن الأفكار المطروحة ليست بعيدة تماما عن الأجواء العبرية، وتلك المسألة تناولتها تسريبات نُقلت عبر منصات أمريكية، بالإشارة إلى أن وزير الشؤون الاستراتيجية وأقرب مساعدى نتنياهو، رون ديرمر، كان شريكا للمبعوث الرئاسى ستيف ويتكوف وبقية فريق ترامب فى وضع الملامح الأساسية للمقترح الأخير.

صحيح أن من عادة إسرائيل أن تتهاون مع الممكن أولا، ثم تنطلق منه لتحصيل المأمول؛ لكن يظل الاحتمال قائما بشأن دخول عنصر جديد على خط الاتصال، وإعادة النظر فى بعض المفاتيح الزمنية والإجرائية للخروج من ميدان القتال إلى ساحة السياسة، وبالنظر إلى أن ديرمر لن يقطع خطوة من دون العودة إلى بيبى؛ فربما تكون الدماغ الطارئة على المداولات متوجّة بتسريحة شعر سارة، ومُشوّهة بعطرها النفاذ ومساحيق تجميلها الفاقعة.

لم تعد الحرب على غزة مسألة وطنية على الإطلاق. يخوضها رئيس الحكومة ويصر عليها لاعتبارات شخصية، بدءا من إطالة عُمر الائتلاف إلى زمن الانتخابات، وحتى الإفلات من المُحاكمة وإبقاء أسطورته الخاصة ناصعة؛ ما لم يكن بالإمكان منحها مزيدا من التوهج والحضور الفاعل على رأس السلطة.
وشاغلُه هنا يتصل مع حلفائه من الأحزاب التوراتية بدرجة، لكن بقية الدرجات كلها تعود إلى أسرته الصغيرة: الزوجة التى جربت مزايا السيدة الأولى ولا تريد خسارتها، أو الابن المخبول يائير، الذى يخوض حروبا دعائية ضد خصوم العائلة من شواطئ ميامى الأمريكية.

وليس القصد على الإطلاق إبراء ذمة نتنياهو، أو غسل سُمعته ووجهه القبيح بإظهاره فى صورة الأداة المفعول بها من آخرين. إنما تحرير الوقائع وإعادة النظر لها من زاوية واسعة، وفى ضوء ما أحدثه من تشوّهات سياسية وتنفيذية لبلد مُشوّه من الأساس، ويتعثّر بعد ثمانية عقود فى محاولاته لأن يخرج من حال العصابة إلى وضعية الدولة الطبيعية.

حققت إسرائيل تقدما ملموسا من دون شك، وعلى كل الأصعدة؛ لكنه لا يكفى للإقرار بأنها أنجزت نموذجا مؤسسيا منضبطا ومتماسكا. حتى المافيا لديها وفرة مالية، وشركات التقنية الكبرى تسبق الجميع فى المعرفة ومُخرجاتها؛ لكنها ما تحولت إلى كيانات دولتية، ولا فيها من رائحة الحكومات العصرية شيئا؛ ولو كانت تحكم العالم فعلا والخوارزميات وقوة الاصطناع والتضليل.

افتتح نتنياهو ولايته الأخيرة بمحاولة القفز على القضاء، وتغيير تركيبة المحكمة العليا بوصفها الضمانة الوحيدة لبلد يعيش من دون دستور أو حدود واضحة. واجه غضبا شعبيا كاد يطيح ائتلافه الحاكم فى شهوره الأولى؛ حتى أدركه يحيى السنوار بطوفانه كهدية مجانية وطوق نجاة لم يكن يحلم به.

ومن وقتها يستبد العجوز الماكر بالمجال العام، ويتلاعب بالحلفاء قبل المعارضين، ولا يمنح شيئا لأحد إلا قرينته سارة، الوحيدة التى لم تمتعض من سلوكه أو تُسجل عليه مأخذا واحدا حتى الآن.

خلعت الدولة بإرادتها سردية الديمقراطية الحداثية فى محيط من عداء البدو والشموليين، وسارت بكل كيانها لجهة أن تصبح «جمهورية موز»، أو صارت فى أحسن الافتراضات ملكية عائلية يتسلط عليها رجل طال بقاؤه لأنه باهت ولزج، وامرأة أفلتت من زيجة عادية سابقة؛ لتُتوّج نفسها رئيسة على الرئيس بغطرسةٍ ناعمة، وحذاءٍ يخرق كعبُه العالى لحمَ الإرادة الشعبية المنقسمة على ذاتها، بين تعريف كذوب للمدنية الناهضة، وغرام عميق بالعصابية والتوحش القارين تحت جلود الجميع.

ليست مَلكيّة صريحة؛ لأن أسطورة نتنياهو محلّ طعنٍ، ويُمكن أن ينقلب عُبّاده عليه فى أية لحظة. وليست جمهورية موز بالكامل؛ لأن كارتيلات الموز إن كانت حاضرةً فى الفساد والرشى والصفقات المشبوهة؛ فإن الجمهورية غائبة جسدًا وتنظيمًا وهيكلية مُنظّمة. والأوقع أنها صارت «مَلكيّة موز» يتجاوز فيها الانحطاط مع الميثولوجيا، وقهر الإرادة مع ترحيب المقهورين وانخراطهم الجماعى المُغتبط فى مواكب التردّى والعار.

لا يخوض نتنياهو حروبه بسارة ويائير، ولا يقتل الغزيين بمسدسه الشخصى. لا بيت فى إسرائيل تقريبا لم يُقدّم سفاحا فى زُمرة الوالغين فى دماء الفلسطينيين، بعد الطوفان وقبله ولثمانية عقود مضت أو يزيد.

والغضب اليوم محمول على لافتة الأسرى فحسب، فيما الاستطلاعات على مدار سنتين تؤكد الشراكة الكاملة فى قرع الطبول، والتهليل الاستحسانى للعدوان على الجميع، بين النهر والبحر وإلى بيروت ودمشق وما وراء الشام بكامله.

والشرعية إن كانت معقودة لنتنياهو بالصندوق؛ فإنها لا تنتقل لقرينته بعقد الزواج، وليست تصريحا أبديا لا تُغلفه الرقابة وحق المصوتين فى استرداد أصواتهم متى شاءوا.

يطيب للصهاينة اختزال المسألة فى شخص حاكمهم وعصابته؛ لا لشىء إلا أن يُبرّئوا ساحاتهم جميعا، ويكون بمقدورهم القفز على الجريمة حالما تتبدل الوجوه والجثامين النتنة فوق كراسى الحكم.

ويبدو أن السردية الملفقة قد انطلت على كثيرين، وصار المحللون هنا وهناك يتداولون فى تلك العقبة الكأداء، وإلزامية الخروج من زمن نتنياهو، ليكون بمقدور المنطقة أن تعود إلى أطراف أوسلو وكامب ديفيد؛ وكأن سابقيه جميعا لم يسبحوا فى الدماء حربا وسلما، أو كأنه يسبح فيها الآن بمفرده، ومن دون شراكة جماعية من عموم المنتمين للدولة وحاملى جنسية إسرائيل.

صوّت الناخبون لأحزاب؛ فتجمّعت أصواتهم لتصب فى حصّالة ائتلاف توراتى ردىء، على رأسه نتنياهو ظاهرا، وبالوكالة إلى سارة. والنقد لا يتجاوز الهمهمة العابرة، والغضب محصور فى تظاهرات متقطعة لأهداف صهيونية خالصة.

أمّا صوت الضمير؛ فيُوظّفه الأكاديميون وبعض النخبة لصالح العلاقات العامة وحملات الدعاية، ولأجل الإيحاء بأن المعسكر النازى المُسمّى إسرائيل يشتمل على حمائم بجانب الصقور، وعلى نافخين فى أفران الغاز إزاء العاملين على إشعالها، مع رغبة ساذجة فى إقناع العالم بأنهم دعاة سلام، وصرف الأنظار عن أن النفخ فى النيران يزيدها توهجا وإحراقا.

لنتنياهو سيرة تختلف كثيرا عن آباء المشروع، وكان يُفترض أن ينعكس اختلافها على الأداء السياسى. إنه أول حاكم من «جيل الصابرا» مواليد الدولة الملفقة، وليس من ضحايا الهولوكوست ولا فى عائلته مآسٍ تصلح للتجارة، وافتتح حياته العملية فى الولايات المتحدة بين الدبلوماسية والبزنس، وكان يفتش عن «مكان بين الأمم» أو «تحت الشمس» بحسب عنوان كتابه، ورغم أنه حرّض على رابين ورقص فوق دمه؛ فقد سبق أن أبدى انفتاحا نسبيا على «حل الدولتين» فى مستهل ولاية أوباما بالعام 2009.

جاء خلوًا من كل المنغصات والذكريات السيئة؛ لكنه معبأ بالأسطورة من أفكار جابوتنسكى وجده الحاخام وأبيه المؤرخ المُزوّر بن صهيون نتنياهو. سياسى أشرس من الجنرالات، ومدنى منقوع فى روث التلمود والتوراة، ولسان يكذب كما يتنفس، ونهم لا ينطفئ للسرقة ولا يرتوى من دم الضحايا.

يُعبّر نتنياهو عن إسرائيل الحقيقية بأجلَى صورِها، وفى أشد أطوارها نضجا على طريق تطوير السردية وامتلاك ناصية التضليل، ما يجعل الثقة المتكررة فيها لعدة حكومات بما يقارب العقدين كأطول رؤساء الحكومات بقاء، تأشيرًا على «الجين الصهيونى» المشترك بين الإسرائيليين جميعا، ونقطة الالتقاء المثالية بين أجودهم تمثيلا من اليسار، وأردأهم تطرفا من الحريديين وأحزاب المستوطنين، والهامش الضئيل الذى يتزحزح إليه يمين الوسط لينجز المهام القذرة، قبل أن يضع قناع التعقل ليبدأ دورة جديدة من الاحتيال.

حديث سارة يهمس الإسرائيليون به ويُصرّحون، ومنهم التقط الخارج تلك الإشارة، ورأى البراهين المُتواترة عليها. وسخرية نتنياهو من الفكرة، على سماجته المعهودة والمُتكررة؛ إنما تسعى إلى تحسين صورته، لكنها لا تُجنّب الزوجة مغبّة المسؤولية عن الدرك المُنحط الذى وصلوا إليه جميعًا، سواء كانت تُديره فعلاً أو يقع الأمر فى نطاق الشائعة والكيد السياسى؛ ذلك أن الجميع هُناك شركاء ومسؤولون ومُدانون بالدرجة نفسها مع حكومتهم ورئيسها وزوجته وبقية عصابة الائتلاف.

ورقة ترامب الأخيرة ليست مثالية؛ لكنها تُقدّم التصوّر الوحيد القابل للإنفاذ فى وقائع الطوفان وارتداداته، وما من شَكٍّ فى أنها لن تكون موضع ترحيب من حماس، وستتعرض للرفض ومُحاولات الالتفاف عليها. الحركة قالت إنها لم تتلقّ شيئا من الوسطاء، والمؤكّد أنها لن تُرحِّب بإزاحتها من الحُكم وترتيبات اليوم التالى، أو بأن تصعد السلطة الوطنية على أطلال مُغامرتها الغبيّة، ويُعهَد لإدارة سياسية وأمنية ذات مُكوّن دولى بانتشال القطاع من ضياعه الحالى.

الورقة تمنح لحماس حق اتخاذ القرار لمرّة واحدة، ومن بعدها ستمضى فى مسار اضطرارى يخصم منها؛ لكنه يصب فى صالح فلسطين. وسابقة التجارب أنهم مشغولون بالتنظيم والأيديولوجيا أكثر من الوطن والبيئة الحاضنة، وعليهم التزامات أمام الرعاة فى تيّار المُمانَعة وخارجه.

ولعلّ نتنياهو يُراهن على هذا للإفلات من التطويق الأمريكى؛ طالما أنه سيضمن مزيدًا من مُهلة الحرب، ثم يُحال الملف إلى مفاوضات جديدة من نقطة أسوأ للفلسطينيين، وأفضل كثيرًا بالنسبة له، وأقرب أيضًا إلى موعد الانتخابات.

عبء الخروج من المأساة يقع للأسف على عاتق من لم يكونوا سببا فيها. لا تل أبيب راغبة فى إذكاء الأمل مجددا فى نفوس الغزيين، وقد صارت تعتبر الحد الأدنى من حقوقهم المشروعة تنازُلاً عظيمًا، ولا الولايات المتحدة مُتضرّرة من بقاء الأوضاع على حالها لشهور إضافية. القاهرة ومن ورائها بعض عواصم المنطقة يعنيها إنهاء المأساة، واستخلاص القضية من مخالب الأصوليين على الناحيتين.

الفرصة الحالية يتوجّب اغتنامها مهما كانت التكاليف، وإلحاق الفصائل بها عبر الإقناع أو الإخضاع. غزة افتقدت رفاهية تقطيع الوقت منذ شهور، والسلاح ما عاد سلاحًا، ولا أفق يصلح للرهان خارج السياسة للأسف، وتحت ثِقَل الأعباء التى تسبّب فيها الحماسيون، والنقاط التى منحوها للصهاينة تطوّعًا للأسف.

نتنياهو لن يتغيّر، ولديه حليف لا يهتز، وشركاء ائتلاف يُزايد بهم على الجميع، ثم سارة فى خلفية المشهد تفرز وتنتقى وتردّ البضاعة التى لا تعجبها، بينما المعروض فى الأسواق كلّها مِمّا لا يعجب فلسطين ولا يصبّ فى صالحها، وكلما تقاعست تضاءل الجيد وازداد الردىء.

إسرائيل ستظل إسرائيل دائمًا؛ لكن مرحلة سارة وتابعها بنيامين نتنياهو قدّمت الصورة الأسوأ لها حتى الآن، وطالما يرتضيها الصهاينة ويُقرّها الأمريكيون؛ فلا معنى للمُكابرة أو الرهان على مصادفات الزمن.

النجاة فى ألّا تُمَدَّ الذرائع للحكومة الحالية، وأن يُستخلَص المُتاح من شروط البقاء الآمن بأقل قدر من التضحيات؛ ثم يكون لكل حدث تالٍ حديثه المناسب، ويُعاد النظر فى الخطايا التى أوصلت البلاد والعباد إلى قعر الهاوية كانت على شرف الليدى سارة، سيدة الفساد والدم فى أروقة الحكم الإسرائيلية.

Continue Reading

Previous: ما بعد الاعترافات الدولية بفلسطين.. هل يبدأ زمن العزلة الإسرائيلية؟/ شحاتة زكريا
Next: ذعر صحي في “تناها” بمقاطعة كنكوصهبعد وفاة ستة أطفال بمرض غامض

ريم تايمز RimTimes

لأخبار موثوقة، وتحليلات عميقة، وتغطية لحظة بلحظة من موريتانيا والعالم ، وحتى أنتم يمكنكم المشاركة معنا بإرسال أخباركم، صوركم، ومحتواكم الجاهز للنشر (بالمقاسات المناسبة)، وسننشرها مع حفظ الحقوق، فقط تواصلوا معنا عبر :

20089808 00222

Rimtimes@Gmail.com

إعلانات

تابعونا على:

  • Facebook
  • YouTube
  • الرئيسية
  • أخبار و تقارير
  • أنباء دولية
  • صحة
  • تحقيقات
  • الاقتصاد
  • مقالات
  • منوعات
  • رياضة
  • اتصل بنا
  • الرئيسية
  • أخبار و تقارير
  • أنباء دولية
  • صحة
  • تحقيقات
  • الاقتصاد
  • مقالات
  • منوعات
  • رياضة
  • اتصل بنا
© 2025 حقوق النشر محفوظة لمؤسسة ريم تايمز الاعلامية | MoreNews by AF themes.