
في واقعة استثنائية تحمل الكثير من الدروس حول قوة الإيمان والأبوة، عاش أحد المستشفيات الأمريكية أحداثًا مثيرة بعدما رفض أب الاستسلام لتقارير الأطباء التي أكدت أن ابنه في “حالة موت دماغي” لا عودة منها.
القصة بدأت عندما أصيب الابن بجلطة دماغية حادة أدخلته في غيبوبة عميقة، وبعد أيام من المراقبة الطبية أبلغ الأطباء والده بأن الأمل قد انتهى، وأن الأجهزة الطبية هي وحدها ما يُبقي جسده على قيد الحياة. وبالفعل شرع الطاقم الطبي في تقليل الدعم الحيوي تدريجيًا تمهيدًا لإعلان الوفاة رسميًا.
لكن الأب رفض أن يُسلم ابنه للموت، مدفوعًا بيقين داخلي بأن قلب فلذة كبده ما زال نابضًا بالأمل. في لحظة يأس ممزوجة بالعاطفة، توجه الأب إلى المستشفى حاملاً سلاحًا، واقتحم غرفة ابنه، ثم أغلق الباب على نفسه مانعًا أي شخص من الدخول، معلنًا أنه لن يسمح بانتزاع أجهزة الإنعاش.
تحولت الغرفة إلى ساحة مواجهة مع الشرطة استمرت ثلاث ساعات متوترة، بينما الأب متمسك بموقفه، مؤكدًا أن ابنه ما زال يستجيب. وأثناء المواجهة، كانت “الإشارة” التي قلبت الموازين: ضغط الابن على يد والده عدة مرات، في مشهد أبطل يقين الأطباء وأثبت أنه ما يزال على قيد الحياة.
انتهت الأزمة باعتقال الأب، لكن المفاجأة الكبرى وقعت بعد أيام قليلة فقط، إذ بدأ الابن يتعافى تدريجيًا حتى استعاد وعيه بصورة شبه كاملة، في ما وصفه كثيرون بـ”المعجزة الطبية”.
وبعد مراجعة القضية، قررت السلطات إسقاط التهم الموجهة إلى الأب، تقديرًا لتمسكه بحق ابنه في الحياة، واعترافًا بأن ما قام به لم يكن سوى دفاع غريزي عن أعز ما يملك.
هذه الحادثة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الطبية والقانونية والاجتماعية حول قرارات “الموت الرحيم”، وحدود سلطة الأطباء في تحديد مصير المرضى، مقابل دور الأسرة وإيمانها بفرصة النجاة مهما بدت ضئيلة.