في خطوة وُصفت بأنها تحول مهم في منظومة التأمين الصحي، أعلن المدير العام للصندوق الوطني للتأمين الصحي محمد محمود ولد جعفر عن توسع غير مسبوق في عدد المنتسبين، حيث ارتفع عدد المؤمنين من 497.204 منتسب سنة 2019 إلى 1.4 مليون منتسب حاليًا، أي بنسبة زيادة بلغت 104%، موضحًا أن أغلبهم من الأسر المتعففة المسجلة ضمن السجل الاجتماعي للمندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “تآزر”.
وأكد ولد جعفر خلال كلمته في حفل إطلاق حزمة من الخدمات الرقمية الجديدة، أن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني التزم بالعمل على تحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030، مشيرًا إلى أن هذا الهدف الاستراتيجي ينسجم مع تعزيز المواطنة، وترسيخ العدالة والإنصاف، وضمان بيئة عيش كريمة وآمنة لجميع المواطنين.
وأوضح المدير العام أن الخدمات الجديدة تهدف إلى تقريب خدمات الصندوق من المؤمنين وتحسين جودتها، حيث سيتم اعتماد البصمة البيومترية لتحديد الهوية داخل المنشآت الاستشفائية العمومية والخصوصية على امتداد التراب الوطني، بما يسمح بتفاعل مباشر وفعال بين المؤمنين وشركاء الصندوق.
وأضاف أن المنصة الإلكترونية الجديدة ستعزز القدرات الاستقبالية وتُسهّل المعاملات، خصوصًا ما يتعلق بالحصول على الموافقات المسبقة، مؤكدًا أن الخدمة ستكون متاحة قريبًا على الهواتف الذكية لتسهيل الولوج إليها.
وفي السياق ذاته، أشار ولد جعفر إلى أن الموقع الجديد للصندوق صُمّم وفق أحدث التقنيات ليكون قناة تواصل حديثة وفعالة، كما أعلن عن تطبيق ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد نقاط الاختلال والأخطاء، مما يرفع من سرعة معالجة آلاف الملفات اليومية ويحسّن جودة الخدمات المقدّمة للمؤمنين.
وفي جانب آخر، كشف المدير العام عن خدمة جديدة تحمل اسم “التسهيل”، تتيح للمؤمنين الحصول على تمويل مسبق لاقتناء الأدوية من جميع الصيدليات المرخصة، على أن يتم استرجاع المبلغ على 20 دفعة، مع توفير تعويض سريع لا يتجاوز 10 أيام من تاريخ إيداع الطلب في أحد مراكز الصندوق بالعاصمة أو في الداخل.
كما شدد ولد جعفر على أهمية المرجعية الطبية الوطنية المعتمدة حديثًا، مؤكداً أنها توفر بيئة مناسبة لتحسين أداء الفاعلين في قطاع الصحة، خاصة أنها مصممة وفق أسس علمية ومهنية ومتوافقة مع المعايير المتبعة في شبه المنطقة.
وقد أشرف على إطلاق هذه الخدمات الوزيران: محمد محمود ولد اعل محمود (وزير الصحة)، وأحمد سالم بده أتشفغ (وزير التحول الرقمي وعصرنة الإدارة)، بحضور الأمينة العامة لوزارة الصحة، ورئيسة جهة نواكشوط، وعمدة بلدية تفرغ زينة، إلى جانب عدد من الأطر والموظفين من الوزارتين، وممثلي الصندوق الوطني للتأمين الصحي.