
في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تعزيز الأمن الغذائي الوطني، اجتمع وزير الزراعة أمم ولد بيباته اليوم مع المزارعين ومنتجي الخضروات في العاصمة نواكشوط، لمناقشة التحضيرات الجارية لانطلاقة الحملة الزراعية الشتوية، التي تُعوّل عليها الحكومة بشكل كبير لتقليص فاتورة الاستيراد وتوفير منتوج وطني منافس في الأسواق.
الوزير شدد خلال الاجتماع على أن الهدف الأساسي هو أن تبدأ الأسواق المحلية في استقبال الخضروات المنتجة محليًا ابتداءً من شهر ديسمبر المقبل، مؤكدًا أن الدولة سخّرت جميع الوسائل الضرورية لدعم المزارعين. وشمل ذلك توفير بذور محسنة ومدخلات زراعية، إلى جانب تسهيلات كبيرة في استيراد المعدات الحديثة التي تُمكن المزارعين من رفع مستوى الإنتاجية وتقليل الخسائر.
محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين، اعتبر أن الحملة المقبلة “خاصة بكل المقاييس”، متوقعًا أن تمهد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضروات خلال العامين المقبلين. وأوضح أن القطاع أصبح يمتلك قدرات تخزين تصل إلى 13 ألف طن هذا الموسم، وهو ما يشكل عنصرًا أساسيًا في تقليص الهدر وضمان وفرة المنتوج على مدار العام.
اللقاء لم يقتصر على الخطابات الرسمية، بل شهد نقاشًا تفاعليًا ومفتوحًا مع المزارعين والفاعلين في القطاع، الذين استعرضوا أبرز التحديات الميدانية مثل مشاكل الري وارتفاع أسعار المدخلات وصعوبات التسويق، مقدمين مقترحات عملية لتحسين ظروف الإنتاج وضمان نجاح الموسم الجديد.
الحملة الشتوية للخضروات، التي تُعتبر إحدى ركائز خطة الحكومة لتحقيق الأمن الغذائي، يُنتظر أن تسهم في تعزيز حضور المنتوج المحلي في الأسواق، وتخفيف الاعتماد على الواردات، إلى جانب توفير فرص عمل جديدة في القطاع الزراعي.