تتجه أنظار العالم اليوم الجمعة إلى ولاية ألاسكا الأميركية، حيث يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قمة ثنائية هي الأولى بينهما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري، والأولى لبوتين في دولة غربية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
اللقاء، الذي تستضيفه قاعدة “إلمندورف ريتشاردسون” الجوية، يحمل رمزية خاصة، كون ألاسكا كانت جزءًا من الأراضي الروسية قبل بيعها للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، كما أنها تشكل موقعًا استراتيجيًا لمراقبة التحركات العسكرية الروسية في المحيط المتجمد الشمالي.
ومن المقرر أن يتضمن جدول القمة جلسة مباحثات مغلقة بين الزعيمين، تليها ندوة صحفية مشتركة، وسط تأكيدات من البيت الأبيض على أن واشنطن لن تبرم أي اتفاق نهائي بشأن أوكرانيا دون إشراك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قمة ثلاثية لاحقة.
الرئيس الأوكراني انتقد بشدة عدم دعوته للقمة، معتبرًا أن عقد لقاء على هذا المستوى بدون مشاركة كييف يعد “مكافأة” لموسكو، مجددًا رفضه التنازل عن أي أراضٍ لصالح روسيا. في المقابل، لمّح ترامب إلى إمكانية بحث “حلول وسط” قد تشمل ضمانات أمنية لأوكرانيا خارج إطار حلف الناتو، بينما أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يضمن أمن كييف واستقلالها.
من جانبه، رحّب بوتين بالجهود الأميركية لإنهاء النزاع، معربًا عن أمله في أن تسهم المحادثات في التوصل إلى تفاهمات حول الحد من انتشار الأسلحة النووية، في وقت تشير فيه أوساط دبلوماسية إلى أن القمة قد تشكل مدخلًا لمفاوضات أوسع تشمل ملفات الطاقة والاستقرار الإستراتيجي.
وتأتي هذه القمة في ظل أجواء دولية مشحونة، وضغوط اقتصادية متبادلة، وتباين كبير في الرؤى بشأن مستقبل الأراضي الأوكرانية، ما يجعل نتائجها موضع ترقب حذر من العواصم الغربية والشرقية على حد سواء.