
خطوة جديدة على طريق تعزيز البنية التحتية الصحية في موريتانيا، تجسدت اليوم في العاصمة نواكشوط من خلال توقيع اتفاقية بناء وتجهيز مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. جرى التوقيع في حفل رسمي كبير تحت إشراف وزير الاقتصاد والمالية، وبحضور وفود رسمية من الجانبين الموريتاني والسعودي، عكست قوة ومتانة العلاقات التاريخية بين البلدين.
وقد وقّع الاتفاقية عن الجانب الموريتاني وزير الصحة، عبد الله سيدي محمد وديه، فيما وقّع عن الجانب السعودي ممثل شركة القصبي للمقاولات، التي ستتولى تنفيذ المشروع الممول من الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ قدره 70 مليون دولار أمريكي، ما يجعله أحد أكبر المشاريع الصحية التي تشهدها موريتانيا في تاريخها الحديث.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز وزير الصحة أن المشروع يمثل نقلة نوعية ستعزز قدرات المنظومة الصحية الوطنية وتدعم الجهود الرامية إلى تقريب الخدمات الطبية من المواطنين، مضيفًا أن المستشفى الجديد سيواكب النمو الديمغرافي المتسارع للعاصمة ويوفر خدمات متقدمة بمواصفات ومعايير دولية. وأشاد الوزير في السياق ذاته بعمق الروابط الأخوية والتعاون المثمر بين موريتانيا والمملكة العربية السعودية، والذي تجسد في دعم مشاريع حيوية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.
وأوضح الوزير أن وزارته ستتابع عن قرب كافة مراحل التنفيذ، سواء على مستوى البناء أو التجهيز، لضمان التزام الشركة المنفذة بالآجال المحددة، والتي تمتد على مدى 34 شهرًا، وبالمعايير الفنية المطلوبة. كما شدّد على أن المشروع سيسهم في تعزيز الطاقة الاستيعابية للمؤسسات الصحية الوطنية وتخفيف الضغط عن المستشفيات القائمة، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على جودة الخدمات العلاجية والتشخيصية.
ويمثل هذا المشروع إضافة مهمة إلى سلسلة المبادرات التنموية المشتركة بين موريتانيا والسعودية، والتي تشمل قطاعات حيوية متعددة، من أبرزها التعليم، البنى التحتية، الطاقة، والمجال الاجتماعي. وهو ما يعكس حرص المملكة على دعم مسيرة التنمية في موريتانيا ومواكبة أولوياتها الاستراتيجية.