
شهدت منطقة الساحل الإفريقي خطوة استراتيجية مهمة نحو تعزيز الأمن والاستقرار، مع إعلان رئيس المجلس العسكري في النيجر، عبد الرحمن تشياني، خلال زيارته الرسمية إلى باماكو عاصمة مالي يوم 30 سبتمبر الماضي، أن القوة الموحّدة لتحالف دول الساحل أصبحت الآن في طور التشغيل الفعلي.
وأوضح تشياني أن هذه القوة الجديدة تمثل نقلة نوعية في قدرة التحالف على مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، لا سيما التهديدات الإرهابية والأنشطة الإجرامية العابرة للحدود. وأُعلن أن العاصمة نيامي ستكون مقر القيادة الجديدة للتحالف، وقد تمركزت في القاعدة التي كانت سابقًا مركز عملية “برخان” الفرنسية، وأسندت قيادتها إلى العقيد البوركيني إريك دابيري، ما يعكس استمرار التعاون العسكري الإقليمي مع الحفاظ على السيادة الوطنية للدول المشاركة.
من جانبه، شدّد الرئيس البوركيني إبراهيم تراوري على أن تجهيز الكتائب يتم وفق معايير موحّدة لضمان جاهزية العمليات، رغم أن كل دولة تتحمل مسؤولية شراء عتادها بشكل مستقل. وأضاف أن الكتيبة الأولى من بوركينافاسو أصبحت جاهزة للعمل الميداني، فيما من المتوقع اكتمال الكتيبة الثانية خلال شهرين، مشيرًا إلى أهمية هذه القوة في التصدي للتحديات الأمنية المتزايدة في منطقة الساحل.
ويأتي هذا التطور في سياق جهود التحالف لدعم الأمن الإقليمي بعد الانسحاب التدريجي للقوات الفرنسية من العمليات الميدانية في المنطقة، ما يجعل الدور المحلي والإقليمي أكثر أهمية لتحقيق استقرار دائم. ويأمل المسؤولون في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز التنسيق العسكري بين دول الساحل ومواجهة التهديدات المتنوعة بشكل أكثر فاعلية ومرونة.