
أفادت مصادر محلية من مدينة أطار، عاصمة ولاية آدرار شمالي موريتانيا، بوفاة فتاة شابة في ظروف مأساوية، وذلك قبل أيام قليلة فقط من موعد زفافها الذي كان مقرراً في أجواء عائلية مفعمة بالفرح والترقب.
وبحسب ذات المصادر، فإن الوفاة المفاجئة قد تكون ناتجة عن تعاطي الفتاة لما يُعرف محلياً بحبوب “أدرگ أدرگ”، وهي نوع من أقراص التسمين التي تُروّج وتُستهلك بشكل غير طبي بين بعض الفتيات والسيدات في موريتانيا، بحثاً عن مظهر جسدي يتماشى مع معايير جمالية مجتمعية تقليدية.
ورغم غياب تأكيد رسمي حول سبب الوفاة، إلا أن شهودًا أكدوا أن الفتاة كانت تتناول هذه الحبوب خلال الفترة الأخيرة، وهو ما أثار مخاوف واسعة في أوساط السكان المحليين بشأن خطورة هذه المواد وتأثيرها على الصحة، خاصة في ظل غياب رقابة صحية صارمة على بيعها واستهلاكها.
وتعيد هذه الحادثة الأليمة إلى الواجهة الجدل المتصاعد حول الاستخدام العشوائي لبعض المنتجات غير المرخصة طبياً، التي تلقى رواجاً كبيراً بين الفتيات بدافع السعي لزيادة الوزن أو تغيير ملامح الجسم بسرعة، دون وعي بالعواقب الصحية الوخيمة التي قد تترتب على ذلك.
ويطالب عدد من الناشطين ومهنيي الصحة العمومية بضرورة تدخل الجهات المعنية لتنظيم سوق الأدوية والمكملات، وتشديد الرقابة على المروجين لهذه الحبوب، فضلاً عن تكثيف حملات التوعية بمخاطر استخدام المنتجات غير المضمونة، حفاظاً على صحة وسلامة المواطنين، خاصة فئة الشباب.
الفتاة التي رحلت في عز شبابها، تحوّل يوم فرحها المرتقب إلى مأتم، ما خلف حزناً عميقاً في نفوس أهلها وأصدقائها، ورسالة موجعة للمجتمع بضرورة إعادة النظر في بعض السلوكيات الخطرة التي تُمارس باسم “الجمال”.