
أوصت الجهات الصحية في وزارة الصحة الموريتانية بتأجيل التحاق التلاميذ في عدد من القرى التابعة لولاية لعصابه، بعد تسجيل حالات وفاة وإصابات بوباء “الدفتيريا” (الخناق)، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية الرامية إلى حماية التلاميذ والطاقم التربوي وضمان بيئة مدرسية آمنة قبل انطلاق العام الدراسي الجديد.
وقالت الوزارة، في بيان أصدرته اليوم، إن هذه التوصية جاءت بعد رصد خمس حالات وفاة بسبب المرض، من بينها أربع في بلدية تناها بمقاطعة كنكوصه، وواحدة في مقاطعة گرو، إضافة إلى 84 حالة اشتباه، تماثلت 62 حالة منها للشفاء التام، بينما لا تزال 15 حالة تتلقى العلاج تحت المراقبة الطبية.
وأكدت الوزارة أن فرقها الميدانية تتابع الوضع الصحي عن قرب بالتنسيق مع السلطات الإدارية والتربوية في الولاية، حيث تم اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية للحد من انتشار العدوى، من أبرزها عزل الحالات المشتبه بإصابتها لمدة لا تقل عن سبعة أيام بعد بدء العلاج، إلى جانب مراقبة التلاميذ الذين تلقوا اللقاح حديثًا أو خالطوا مصابين لمدة عشرة أيام قبل السماح لهم بالعودة إلى الفصول الدراسية.
ودعت وزارة الصحة جميع المواطنين إلى الإقبال على مراكز التلقيح، والتبليغ الفوري عن أي أعراض مشابهة، خصوصًا بين الأطفال والتلاميذ، مشيرة إلى أن مرض “الدفتيريا” يُعد من الأمراض البكتيرية الخطيرة التي يمكن أن تسبب مضاعفات في القلب والجهاز العصبي إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.
وتأتي هذه الإجراءات بعد أيام من إعلان الوزارة حالة تأهب قصوى في المناطق التي سجلت فيها الإصابات، وسط مخاوف من تفشي المرض في مناطق أخرى، خاصة في ظل التقلبات المناخية وضعف التغطية الصحية في بعض القرى النائية.
يُشار إلى أن مرض “الدفتيريا” يختلف تمامًا عن حمى الوادي المتصدع التي ظهرت في بعض الولايات الأخرى خلال الأشهر الماضية، حيث إن الدفتيريا مرض بكتيري ينتقل بين البشر عبر الرذاذ التنفسي، بينما الوادي المتصدع مرض فيروسي ينتقل من الحيوانات إلى الإنسان، لكنهما يشتركان في كونهما من الأمراض الوبائية التي تتطلب استجابة سريعة وفعالة من الجهات الصحية.
الدفتيريا.. مرض بكتيري خطير يمكن الوقاية منه بالتطعيم والعلاج المبكر:
الدفتيريا (وتُعرف أيضًا باسم الخُنَاق) هي مرض معدٍ تسببه بكتيريا اسمها كورينيبكتيريوم دفتيرياي (Corynebacterium diphtheriae).
🔹 كيف يصيب الإنسان؟
تدخل البكتيريا إلى الجسم عادة عبر الأنف أو الفم، وتستقر في الحلق أو اللوزتين، حيث تُنتج سمًّا قويًا يمكن أن يؤذي القلب والأعصاب إذا لم يُعالج بسرعة.
🔹 طرق العدوى:
ينتقل المرض من شخص لآخر عن طريق:
الرذاذ عند السعال أو العطاس.
ملامسة الأشياء الملوثة بإفرازات المصاب (مثل الأواني أو المناديل).
🔹 الأعراض:
التهاب الحلق وصعوبة في البلع.
حمّى وارتفاع في درجة الحرارة.
غشاء رمادي سميك في الحلق أو اللوزتين يعيق التنفس.
تورم في الرقبة يُعرف أحيانًا بـ”عنق الثور”.
🔹 العلاج:
يُعالج الدفتيريا بالمضادات الحيوية (مثل البنسلين أو الإريثرومايسين) وبمصل خاص يُبطل مفعول السمّ.
🔹 الوقاية:
الوقاية الأساسية هي اللقاح الذي يُعطى للأطفال ضمن لقاح DTP (ضد الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي). كما يُنصح بالحفاظ على النظافة الشخصية وتجنّب مخالطة المصابين.
🟢 ببساطة:
الدفتيريا مرض بكتيري خطير لكنه قابل للوقاية، ينتقل عبر الهواء ويصيب الحلق، ويمكن منع انتشاره بسهولة بالتطعيم والعلاج المبكر.