شهد المستشفى المركزي بمدينة باسكنو بولاية الحوض الشرقي تنظيم قافلة صحية كبرى تحت اسم “بسمة الشفاء”، قدمت خلالها مجموعة واسعة من الخدمات الطبية المجانية لصالح المواطنين، في خطوة اعتُبرت رافعة مهمة لدعم القطاع الصحي في إحدى أكثر المناطق الموريتانية هشاشة على مستوى البنية التحتية الصحية.
وخلال أيام عملها، تمكنت القافلة من تقديم 2000 استشارة طبية في تخصصات مختلفة، إلى جانب إجراء 300 فحص إيكو، و400 تحليل مخبري، فضلاً عن 200 صورة أشعة راديو. كما أجريت ضمن المبادرة 10 عمليات جراحية ناجحة لمرضى كانوا بحاجة ماسة للتدخل الطبي.
القافلة، التي جاءت ثمرة تعاون بين الطاقم الطبي المحلي وهيئة الهلال الأحمر الموريتاني، أشرف عليها الدكتور الشيخ ولد سيدي ولد حنن والدكتور محمد محمود ولد مايموت مدير مستشفى باسكنو، بينما تولى الصيدلاني القطب الشيخ محمد فاضل مهمة تنظيم وتوزيع الأدوية التي وفرتها المبادرة بشكل مجاني للمستفيدين.
وقال القائمون على القافلة إن الهدف من هذه المبادرة هو تخفيف الضغط عن المستشفى الذي يستقبل يومياً عشرات الحالات، في ظل محدودية الإمكانيات الطبية والموارد البشرية. كما تهدف إلى تقريب الخدمات الصحية من المواطنين في منطقة نائية تعاني من قلة التخصصات الطبية، وصعوبة وصول المرضى إلى المراكز الصحية الكبرى في العاصمة أو المدن الأخرى.
وقد عبر عدد من المستفيدين عن امتنانهم لهذه الجهود، مؤكدين أن القافلة مثلت لهم فرصة نادرة للحصول على استشارات وعلاجات متخصصة دون تكاليف، خصوصاً في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها كثير من الأسر في الحوض الشرقي.
ويرى مراقبون أن مثل هذه المبادرات لا تسد فقط فجوة آنية في مجال الرعاية الصحية، وإنما تساهم كذلك في تعزيز ثقافة العمل التطوعي والتكافل الاجتماعي، وتشكل نموذجاً للتعاون بين الهيئات الوطنية والدولية لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة.
ومن المتوقع أن تواصل قافلة “بسمة الشفاء” تنظيم أنشطة مماثلة خلال الأشهر المقبلة، في إطار خطة تهدف إلى توسيع نطاق خدماتها لتشمل ولايات أخرى من الداخل الموريتاني.